أعربت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن امتنانها للاجئين الفلسطينيين في سوريا لمشاركتهم المستمرة لآرائهم، وحثتهم على تعزيز التواصل مع موظفي الوكالة في المخيمات. يأتي ذلك في وقت تواجه فيه الوكالة تحديات متزايدة مع اقتراب عام 2024 من نهايته.

وأوضحت "أونروا" أن عام 2024 كان مليئاً بالتحديات، أبرزها إقرار حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" تشريعاً لإنهاء عمليات الوكالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، المقرر تنفيذه في يناير 2025. وصفت الوكالة هذا التشريع بأنه انتهاك للقانون الدولي، وأكدت أن الأمم المتحدة تبذل جهودًا كبيرة لوقفه.

وأكدت "أونروا" إنها في ظل هذه الظروف، تعاني من عجز مالي كبير، حيث أنهت عام 2024 بعجز واضح، مع توقعات بأن يكون عام 2025 أكثر صعوبة؛ نظراً لتقليص المساهمات الطوعية من الدول المانحة.

وأشارت إلى أنّ المسوحات التي أجرتها فرق "أونروا" في سوريا أظهرت تدهوراً في أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، حيث أدى التضخم وارتفاع أسعار السلع الأساسية إلى لجوء العائلات لاستراتيجيات تكيف سلبية، مثل تقليل استهلاك الطعام وإخراج الأطفال من المدارس. كما تفاقمت ظاهرة عمالة الأطفال وزواج الفتيات القاصرات.

ورغم هذه التحديات، واصلت الوكالة تقديم خدماتها الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية الأولية، التعليم، وبرامج التدريب التقني والمهني. وقدمت دورتين من المساعدات النقدية الطارئة خلال العام، إضافة إلى مساعدات غذائية للفئات الأكثر ضعفاً، حسبما أوردت في بيانها

كما أعلنت "أونروا" أنها تمكنت من تقديم مساعدات عاجلة للاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من لبنان، شملت مساعدات غذائية ونقدية ومواد غير غذائية. كما بدأت منذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر بدعم اللاجئين العائدين من إدلب الذين يحتاجون إلى مساعدات نقدية وغذائية عاجلة، مؤكدة أنها تسعى لتأمين التمويل اللازم لهم.

وقالت الوكالة إنها تستمر في تقديم برامج التعليم والتدريب التقني والمهني للاجئين الشباب في مراكزها المنتشرة في دمشق وحلب وحماة وغيرها. وأكدت أن معظم الخريجين يحصلون على فرص عمل، مع توفير الإقامة والنقل المجاني لبعض الطلاب من المناطق النائية.

أما في القطاع الصحي، فتواصل "أونروا" تقديم الرعاية الصحية الأولية وفق معايير منظمة الصحة العالمية، مع الإشارة إلى نقص التمويل الذي يحد من توفير الأدوية والخدمات المطلوبة لجميع الأمراض.

وأكدت "أونروا" التزامها بدعم اللاجئين الفلسطينيين ودعتهم لتعزيز روح التعاون والشراكة. كما جددت الوكالة دعوتها للمجتمع الدولي لتوفير التمويل اللازم لضمان استمرارية خدماتها. حسبما جاء في بيانها.

يأتي هذا البيان، في وقت تتصاعد الموجات المطلبية للاجئين الفلسطينيين في سوريا، بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وبدء اللاجئين بخوض حراكات مطلبية تسلط الضوء على تدهور أوضاعهم المعيشية، بعد ان أتيحت لهم الفرصة بخوض حراكات كانت محورة في السابق في ظل تسلط الجهات الرسمية السورية السابقة على العلاقة بين اللاجئين والوكالة الدولية المسؤولة عن إغاثتهم وتشغيلهم.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد