تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" اليوم الأربعاء 25 كانون الأول/ ديسمبر، عملية عسكرية على مدينة طولكرم شمال غربي الضفة الغربية المحتلة، وتشن عدواناً على مخيم طولكرم ومخيم نور شمس في المدينة لليوم الثاني على التوالي، حيث استشهد 8 فلسطينيين يوم أمس الثلاثاء حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ودمّر جيش الاحتلال بشكل واسع البنية التحتية والممتلكات.
وتوسعت دائرة التصعيد اليوم الأربعاء لتشمل مخيمي العين في نابلس والأمعري في البيرة، وبلدة طمون التي شهدت استشهاد فتى يبلغ من العمر 17 عاماً إثر قصف من طائرة مسيّرة.
وعُرف من شهداء مخيم طولكرم الشهيدة خولة علي عبد الله عبده (53 عاما) والشهيد فتحي سعيد عودة عبيد (18عاما) نتيجة إصابته فجرا بالرصاص في البطن والصدر، والشهيدة براء خالد حسين علي (٣٠ عاما) متأثرة بإصابتها الخطيرة عصر أمس في قصف الاحتلال على مخيم طولكرم.
ومنذ فجر اليوم الاربعاء، واصلت جرافات الاحتلال تجريف الشوارع في مخيم طولكرم، متسببة بدمار واسع في المنازل والمتاجر والمركبات.
وأدت هذه العمليات إلى انقطاع المياه والكهرباء، وإحداث تشويش في شبكات الإنترنت والاتصالات، وأضرمت قوات الاحتلال النار في منزل المعتقل مصعب عبد ربه في حارة الشهداء، إضافة إلى إحراق الشوادر التي تغطي شوارع المخيم.
وفرضت قوات الاحتلال حصاراً مشدداً على المخيم، مع استمرار أصوات الانفجارات وإطلاق الأعيرة النارية، وتحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على ارتفاع منخفض حسبما أفادت مصادر محلية.
كما منعت السكان من الخروج لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ما دفعهم لإطلاق مناشدات إنسانية، في ظل منع طواقم الهلال الأحمر من دخول المخيم.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر بأنها تعاملت مع إصابة شاب بشظايا في ظهره داخل المخيم وتم نقله إلى المستشفى، أما في وقت سابق، فقد فجرت قوات الاحتلال مخزناً لعائلة الأسير فيصل خليفة في ضاحية اكتابا، واعتقلت شقيقه فراس خليفة.
كما شهدت مناطق أخرى في طولكرم، مثل مخيم نور شمس، عمليات تجريف واسعة للبنية التحتية، شملت أحياء المنشية وأبو بكر الصديق، إضافة إلى تدمير كامل للمحال التجارية والمنشآت على طول شارع نابلس.
كما اعتقلت قوات الاحتلال عدداً من الشبان، بينهم يوسف رجب ومصعب سليمان من مخيم طولكرم، وشريف أنور أبو دغش من ضاحية اكتابا. وفي تطور لاحق، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بلعا شرق طولكرم وتمركزت في الحي الشرقي.
ومن جهته، أعلن جيش الاحتلال إصابة قائد لواء جراء انفجار عبوة ناسفة في طولكرم، فجرها مقاومون خلال اقتحام قوات الاحتلال للمدينة ومخيماتها.
شهيد في طمون واعتداءات على مخيمي العين والأمعري
وفي بلدة طمون قرب طوباس شمال الضفة الغربية المختلة، استشهد الفتى ريان حسام بني عودة (17 عاماً) متأثراً بإصابته جراء غارة شنتها طائرة مسيرة "إسرائيلية" فجر اليوم الاربعاء، وأصيب شاب آخر بجروح خطيرة، وذكرت مصادر محلية أن القصف تسبب في دمار كبير بالمنطقة.
اقتحمت قوات خاصة "إسرائيلية مخيم العين غرب نابلس، وسط اشتباكات مسلحة مع مقاومين، أسفرت المواجهات عن إصابة الفلسطيني أحمد يوسف أبو شحادة برصاص الاحتلال، واعتقاله لاحقاً. كما اعتقلت قوات الاحتلال الفلسطينيين رائد البيطار وأيمن النجمي خلال الاقتحام.
وفي مخيم الأمعري، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً من الفلسطينيين، بينهم فتحي حماد (26 عاماً)، ويوسف الأشقر، ووليد أيمن أبو غويلة (24 عاماً)، وحسام الواوي، وجبريل رمانة. كما احتجزت سائق تلفزيون فلسطين شادي كفاية.
أفاد الهلال الأحمر بإصابة فلسطيني جراء دهسه بآلية عسكرية، وآخر جراء اعتداء بالضرب. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة جنود الاحتلال وهم يقتادون المعتقلين بشكل مهين، فيما أحضرت قوات الاحتلال المعتقل فراس جبر إلى المخيم مكبلاً.