شارك مئات اللاجئين الفلسطينيين في مخيم البص بمدينة صور جنوبي لبنان مساء أمس الأربعاء، 25 كانون الأول/ ديسمبر، في أمسية تأبين لإحياء ذكرى المناضل النقابي رئيس اتحاد معلمي وكالة "أونروا" السابق الشهيد فتح الشريف.

الأستاذ الشريف، استشهد مع زوجته وأولاده في غارة جوية "إسرائيلية" استهدفت منزلهم في مخيم البص فجر يوم 30 أيلول/ سبتمبر الماضي، خلال الحرب "الإسرائيلية" على لبنان، وأسفرت الغارة عن استشهاد زوجته أُميّة إبراهيم عبد الحميد، وولديه أمين ووفاء.

وخلال الأمسية التي نُظّمت أمام منزل الشهيد، ألقيت كلمات مؤثرة أشادت بمسيرته النضالية وتعهدت بمواصلة دربه، واستذكرت نضالاته سواء النقابية في صفوف اتحاد المعلمين لدى "أونروا" للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وحراكه الإنساني المستمر لدعم أهالي قطاع غزة في مواجهة حرب الإبادة "الإسرائيلية" ما عرضه لحملات ضغط من قبل الحركة الصهيونية، ومحاولات تأثيرها على قرارات وكالة "أونروا" والدفع باتجاه فصله وعزله.

WhatsApp Image 2024-12-26 at 1.05.04 PM (2).jpeg

عبد الرحمن سعد الدين، زوج الشهيدة وفاء فتح الشريف، قال: "نعاهد الشهيد فتح الشريف وكل الشهداء أن نمضي على هذا الطريق، ليكون لنا شرف الوقوف مع أهل غزة، نحن على ثقة بنصر غزة، ونقول إن تقديم الشهداء هو جزء من نضالنا المشترك ضد الاحتلال".

هنادي أبو صهيون، طالبة سابقة لدى الأستاذ فتح الشريف ورئيسة برلمان ثانوية دير ياسين في مخيم البص التي كان يديرها، عبرت عن تأثرها الشديد بفقده.

وقالت في حديث لموقعنا: "رحم الله الأستاذ فتح الشريف أبو الأمين، هو وعائلته، لم يكن فقط معلمنا، بل كان قائدنا وحبيبنا ومدافعاً عن حقوقنا".

وتابعت: "أذكر كل مواقفه المشرفة، خصوصاً عندما كنا نساند أهل غزة وندافع عن حقوق أساتذتنا في بيروت، كان قريباً مني جداً بصفتي رئيسة برلمان الثانوية، حيث كنا في اجتماعات دائمة لمناقشة مصالح الطلاب والشعب الفلسطيني بأكمله".

WhatsApp Image 2024-12-26 at 1.05.04 PM.jpeg

وكان الشهيد فتح الشريف يدير ثانوية دير ياسين التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ويقود اتحاد المعلمين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان.

وعُرف بنشاطه الدؤوب في الدفاع عن حقوق العاملين والموظفين في الوكالة، وفي تحسين الواقع التعليمي للطلبة الفلسطينيين في المخيمات، وتعرض خلال السنوات الماضية لضغوط كبيرة من قبل "أونروا"، بدفع من منظمات صهيونية تسعى لملاحقة الوكالة، على خلفية نشاطه الوطني ودعمه لأهالي غزة عبر حملات التبرعات والمظاهرات الداعمة.

وبلغت هذه الضغوط ذروتها بإجباره على الاستقالة، ما أثار موجة احتجاجات واسعة في المخيمات، ورغم هذه التحديات، استمر الشريف في تقديم الدعم الإنساني والوطني، حتى ارتقى شهيداً مع عائلته، ليصبح رمزاً للنضال الفلسطيني ووفاءً لقضية شعبه.

الحفل التأبيني لم يكن مجرد مناسبة لاستذكار الشهيد، بل تجديداً للعهد بمواصلة النضال من أجل فلسطين والحقوق الوطنية المشروعة، في وجه الإبادة والتجويع اللذين يمارسهما الاحتلال على قطاع غزة والشعب الفلسطيني بأسره.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد