شهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة السورية دمشق، اليوم الجمعة 27 كانون الأول/ ديسمبر، مهرجان تأبين لتحية واستذكار أرواح الشهداء الفلسطينيين والسوريين الذين قضوا تحت التعذيب وجراء الإعدامات في سجون ومعتقلات النظام السوري السابق.

وحضر المهرجان، الذي نظم بمبادرة أهلية في ساحة "أبو حشيش" شرق المخيم، العشرات من أبناء المخيم، بينهم عائلات شهداء فلسطينيين فقدوا حيواتهم تحت التعذيب في معتقلات نظام بشار الأسد البائد.

ورفعت خلال الفعالية صور الشهداء، بينما أُلقيت كلمات أكدت على أهمية إحلال العدالة في سوريا الجديدة، والتأكيد على وحدة المصير الفلسطيني السوري المشترك في التضحيات من أجل الحرية.

ضحايا بالمئات ونعي متوال

ووفقاً لتوثيقات حقوقية، فإن النظام السوري السابق اعتقل منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 أكثر من 3180 فلسطينياً، لم يتم تحرير سوى 48 معتقلاً منهم بعد سقوط النظام، فيما اعتبر الباقون في عداد الشهداء.

ويعيش أهالي المعتقلين المفقودين حالة من الحزن واليأس بعد تأكدهم من مصير أبنائهم، مع الكشف عن فقدان أبنائهم داخل السجون بعد فتحها، وتبين أنهم قتلوا في المعتقلات، مع توالي بيانات نعي العائلات لأبنائهم المعتقلين سواء في مخيم اليرموك أم بقية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.

الناشط الحقوقي محمد أبو حامد، الذي يعمل على توثيق قضايا المعتقلين الفلسطينيين، وصف هذه الحقبة بأنها من الأكثر مأساوية في تاريخ اللاجئين الفلسطينيين، قائلاً: "النظام مارس جرائم إبادة بحق المعتقلين، ولم يسلم أبناء المخيمات الفلسطينية من هذه الجرائم الوحشية. كانت المعتقلات السورية شاهدة على أبشع أنواع التعذيب والإعدامات الممنهجة."

وخلال المهرجان، دعا المتحدثون إلى تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق المعتقلين الفلسطينيين والسوريين، مشددين على وحدة الدم بين الفلسطيني اللاجئ في سوريا والشعب السوري، الذين تشاركوا آلام الدم والتدمير والاعتقال والشهادة خلال الثورة السورية.

موضوع ذو صلة: أهالي مخيم اليرموك يواصلون نعي شهدائهم المعتقلين في سجون النظام السوري

يُذكر أن مخيم اليرموك، الذي يعدّ من أكبر تجمعات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، شهد العديد من الأحداث المأساوية والجرائم التي ارتكبها النظام السوري السابق الذي أحاله إلى سابع أكبر منطقة دمار في سوريا بالقصف الجوي والبري، فضلاً عن حصار المخيم وتجويع أهله منذ عام 2013 حتى 2018.

وبعد سقوط النظام، يشهد المخيم جهوداً جديدة لاستعادة هويته التاريخية ومكانته كرمز للنضال الفلسطيني، وسط آمال بسير عجلة إعادة الاهتمام له، ويأمل أهله في إعادة إعماره وبنائه وعودة السكان المهجرين منه.

اقرأ/ي أيضاً: مخيم اليرموك بعد سقوط النظام السوري: آمال العودة تصطدم بالدمار

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد