ارتقت الصحافية الفلسطينية شذى الصباغ بعد إصابتها برصاصة في الرأس خلال "العملية الأمنية" التي تخوضها أجهزة أمن السلطة في مخيم جنين ليل الأحد 29 كانون الأول/ ديسمبر، فيما حمّلت عائلة الصباغ السلطة الفلسطينية المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة.

وأكدت مصادر طبية استشهاد الصحفية شذى الصباغ، شقيقة الشهيد معتصم الصباغ، بعد إصابتها برصاصة في الرأس أطلقها عليها قناص أجهزة السلطة خلال تواجدها أمام منزلها في مخيم جنين.

ونعت عائلة الصباغ فقيدتهم الصحفية في بيان قالت فيه: " إنها تنعى الشهيدة لتي ارتقت شهيدةً برصاصة قناص من أجهزة أمن السلطة في جريمة مكتملة الأركان ارتكبتها أجهزة السلطة الأمنية في مدينة جنين".

كما روت العائلة وقائع الجريمة بالقول: "الشهيدة شذى كانت رفقة والدتها، والدة الشهيد معتصم الصباغ، وتحمل في حضنها أطفالاً صغاراً، في حيٍّ مضاء بالكامل، وخالٍ من أي اشتباك أو تهديد أمني، وعلى الرغم من ذلك، أصرّ قناصة الأجهزة على إطلاق النار المباشر عليها، مُستبيحين دماء بريئة، ومُتناسين كل القيم الوطنية والإنسانية".

وتابعت: "هذه جريمة نكراء إنما تدل على الانحراف الخطير لأجهزة السلطة الأمنية، التي باتت توجه سلاحها نحو صدور أبناء شعبها بدلاً من مواجهة الاحتلال الغاشم. ونحن، عائلة الشهيدة الصحفية شذى الصباغ".

وحمّلت العائلة "السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة، مؤكدة "أن هذا التصعيد الخطير يعكس تحول هذه الأجهزة إلى أدوات قمعية تُمارس الإرهاب ضد أبناء شعبها بدلاً من حماية كرامتهم والوقوف في وجه الاحتلال".

ودعت العائلة كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية، المحلية والدولية، إلى التحرك الفوري للتحقيق في هذه الجريمة ومحاسبة كل من تورط في التخطيط والتنفيذ.

كما طالبت بالعمل الجاد لحماية الشعب الفلسطيني من تغوّل هذه الأجهزة التي باتت تشكل خطراً على أبناء الوطن، ودعت بحسب البيان "جميع أبناء شعبنا إلى رصّ الصفوف ومواجهة كل من يسعى لإضعاف قضيتنا وتمزيق وحدتنا الوطنية".

تسجيل صوتي لأحد أفراد عائلة الشهيدة شذى الصباغ

لكن الناطق الرسمي لقوى أمن السلطة الفلسطينية أنور رجب أنكر المسؤولية عن إطلاق النار قائلاً: إنه "وفقًا للتحقيقات الأولية وشهادات شهود العيان، فإن قوى الأمن لم تكن موجودة في المكان".

وأضاف: "إننا في قوى الأمن الفلسطينية نؤكد التزامنا الكامل بفرض سيادة القانون وملاحقة المجرمين المتورطين في هذه الجريمة النكراء، وضمان تقديمهم للعدالة في أسرع وقت ممكن"، وفق تعبيره.

بدورها، قالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في بيان: "ننعي الصحافية شذى الصباغ طالبة الصحافة في جامعة القدس المفتوحة التي قتلت بعد إصابتها بعيار ناري في الرأس في مخيم جنين".

وطالبت نقابة الصحفيين خلال بيانها المقتضب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة للوقوف على الحقيقة ومحاسبة القتلة وعدم إفلاتهم من العقاب.

وبالأمس أعلنت السلطة الفلسطينية عن قضاء ضابط من "حرس الرئيس" خلال الاشتباكات في مخيم جنين، ومع تواصل ما يرفع عدد الضحايا جراء هذه العملية إلى 10 فلسطينيين، هم 5 من قوى الأمن و5 فلسطينيين بينهم طفل وأحد قادة كتيبة جنين وشابة صحفية.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد