اللاجئون الفلسطينيون في لبنان خلال 2024: عام مليء بالتحديات والمعاناة

الأربعاء 01 يناير 2025

عام 2024 لم يكن عادياً في لبنان والمنطقة، فقد تميز بتطورات غير مسبوقة تركت بصماتها العميقة، خاصة على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين. في ظل الأزمات المتلاحقة التي عصفت بالمنطقة العربية، وجد اللاجئون الفلسطينيون في لبنان أنفسهم أمام مشهد معقد من الأزمات الاقتصادية، الاجتماعية، والأمنية.

الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على اللاجئين الفلسطينيين

استمرت تداعيات الأزمة الاقتصادية اللبنانية، التي اندلعت في عام 2019، في التأثير بعمق على المخيمات الفلسطينية، حيث يعاني معظم السكان من معدلات مرتفعة من البطالة والفقر المدقع.

الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي، شهدت تدهوراً كبيراً، نتيجة الأزمة العامة في لبنان وضعف قدرة الحكومة والجهات الإنسانية على تقديم الدعم الكافي.

ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بـ 483,375 شخصاً، بحسب بيانات وكالة "أونروا"، يعيش نحو 280,000 منهم في 12 مخيماً رسمياً، بينما يقيم الباقون في تجمعات عشوائية.

جهود لتحسين البنية التحتية والخدمات

رغم التحديات، نفذت وكالة "أونروا" وعدد من المنظمات الإنسانية بعض المشاريع لتحسين البنية التحتية في المخيمات، شملت تعزيز خدمات المياه والصرف الصحي والكهرباء.

كما تم توزيع مساعدات غذائية وطبية، إلا أن هذه الجهود لم تكن كافية لتلبية احتياجات السكان المتزايدة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

كما شهد العام موجات من الاحتجاجات في بعض المخيمات الفلسطينية، حيث طالب اللاجئون بتحسين الخدمات الأساسية، مثل التعليم والصحة، وضمان حقوقهم المدنية، بما في ذلك الحق في العمل.

وفي المقابل، واصلت منظمات دولية، مثل الأمم المتحدة، الضغط على الحكومة اللبنانية لتحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وتوفير مزيد من الدعم، لكن هذه الجهود واجهت استجابة محدودة.

التوترات الأمنية في المخيمات

لم يخلُ عام 2024 من حوادث التوتر الأمني في المخيمات الفلسطينية، خاصة في مخيم عين الحلوة، الذي شهد اشتباكات عنيفة بين فصائل فلسطينية؛ بسبب خلافات سياسية وأمنية داخلية. هذه الأحداث زادت تعقيد الأوضاع في المخيمات التي تعاني بالفعل من هشاشة أمنية واجتماعية.

أزمة تمويل "أونروا"

واستمرت وكالة "أونروا" في مواجهة أزمة مالية خانقة استمرت خلال العام، ما أدى إلى تقليص العديد من خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين. وعمّق هذا الوضع من معاناة اللاجئين، الذين يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

كما برزت خلال العام مخاوف من محاولات لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، سواء من خلال ضغوط سياسية أو عبر سياسات تستهدف تقليص أعدادهم في لبنان، مثل التوطين أو إعادة التوزيع. كما سعت جهات معادية إلى زعزعة الاستقرار داخل المخيمات وضرب النسيج الاجتماعي بهدف طمس حق العودة وإلغاء القضية الفلسطينية.

اللاجئون في قلب الصراع

ولم تسلم المخيمات الفلسطينية في لبنان من آثار العدوان "الإسرائيلي"، حيث تعرضت لهجمات وقصف أسفرت عن استشهاد 121 فلسطينياً من سكان المخيمات، شارك بعضهم في دعم المقاومة في غزة وجنوب لبنان. إلا أنّ هذه الأحداث، رغم مأساويتها، عززت الروح النضالية بين الشباب الفلسطيني، الذين سعى المئات منهم للانضمام إلى صفوف المقاومة.

موضوع ذو صلة: هكذا مر 2024 على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.. عدوان "إسرائيلي" وتحديات معيشية

ورغم كل ما مر به اللاجئون الفلسطينيون في لبنان خلال عام 2024، فإنهم حافظوا على صمودهم وإصرارهم على المطالبة بحقوقهم الأساسية وتحسين أوضاعهم المعيشية. وبينما تتزايد الضغوط الدولية والإقليمية لإيجاد حلول لقضية اللاجئين، يظل اللاجئون متمسكين بحق العودة ومواجهة محاولات تصفية قضيتهم الوطنية.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد