أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن الأمن الغذائي في قطاع غزة يستمر في التدهور مع معاناة 80% من الأسر التي لديها طفل واحد على الأقل بدون طعام، وذلك في مسح أجرته منظمة الطفولة والأمومة في الأمم المتحدة "يونيسف" في الفترة الواقعة ما بين 20 إلى 26 من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
ووثقت "أونروا" خلال تقرير لها أن أكثر من 96% من جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-23 شهرا والنساء الحوامل والمرضعات لا يحصلون على احتياجاتهم الغذائية الأساسية، مع ملاحظة تدهور حاد في التنوع الغذائي خلال الأشهر الأربعة الماضية، ولا سيما في دير البلح وخان يونس.
وسجل التقرير وفاة سبعة من الأطفال الرضع على الأقل بفعل الطقس البراد وانعدام المأوى خلال خمسة أيام فقط، مشيراً إلى أن 7700 طفل حديث الولادة يفتقرون إلى الرعاية المنقذة للحياة ويتزامن ذلك مع إخراج قوات الاحتلال "الإسرائيلي" مستشفى كمال عدوان من الخدمة والذي كان آخر مرفق صحي رئيسي في شمالي قطاع غزة.
وتحققت "أونروا" من وقوع 50 هجومًا على المستشفى أو بالقرب منه منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2024 حيث تواصل منظمة الصحة العالمية حث "إسرائيل" على إطلاق سراح مدير المستشفى، الدكتور حسام أبو صفية.
وفي سياق تقرير "أونروا" ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن ضمان دخول الأدوية والمعدات الحيوية إلى قطاع غزة لا يزال صعباً، حيث تفرض إسرائيل قيوداً صارمة على المواد التي تعتبرها ذات "استخدام مزدوج".
وفي ذات التقرير، ذكرت الوكالة أن منظمة الأغذية والزراعة الضوء التابعة للأمم المتحدة سلطت على آثار الحرب المدمرة على قطاع صيد الأسماك في قطاع غزة، حيث انخفض متوسط الصيد اليومي في غزة في الفترة ما بين تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ونيسان/ إبريل 2024 إلى 7,3 % فقط من مستويات عام 2022، ما تسبب في خسارة في الإنتاج بقيمة 17,5 مليون دولار وقد أدى ذلك إلى تفاقم وضع الأمن الغذائي المتردي أصلاً.
وأفادت التقارير أن صيد الأسماك اليومي في غزة انخفض إلى 7.3% من مستويات عام 2022 بسبب الحرب.
وفي سياق آخر أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، بأن مراقبة جودة المياه التي أجرتها مؤخراً مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية أظهرت معدلات تلوث ميكروبيولوجي مثيرة للقلق، حيث أن ما يقرب من 73 %من مياه الشرب وأكثر من 97% من عينات المياه المنزلية لا تتوافق مع الحد الأدنى من المعايير الوطنية أو الدولية لتطهير المياه بالكلور.
فيما لا تزال العديد من التحديات تقف عائقا أمام جمع الإمدادات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها من معبر كرم أبو سالم في جنوب غزة وتشمل هذه التحديات تدهور القانون والنظام، والحرب وانعدام الأمن، والبنية التحتية المتضررة، ونقص الوقود والقيود المفروضة على الوصول.
ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فقد سمح بدخول 2,205 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة في الفترة ما بين 1-29 كانون الأول/ ديسمبر الماضي ويمثل هذا متوسط يومي يبلغ 76 شاحنة مساعدات إنسانية فقط، وهو أقل بكثير من متوسط ما قبل الأزمة البالغ 500 شاحنة في يوم العمل الواحد.