أقام النادي الثقافي الفلسطيني العربي في مخيم البداوي شمالي لبنان حفلًا في قاعة مجمع الفايف ستارز المحاذي للمخيم لتكريم المتطوعين وإجراء انتخابات عامة لتشكيل اللجان والهيئات الإدارية الجديدة التي ستقود العمل خلال المرحلة المقبلة في منطقة الشمال.
تخلل الحفل عرض فني من فرقة "جفرا" التابعة للنادي، التي قدمت مجموعة من الأغاني الفلسطينية والدبكة الشعبية، كما ألقى عضو النادي عبد قدورة قصيدة شعرية عبّرت عن الصمود والمقاومة في غزة وفلسطين. كما شمل الحدث عرضًا وثائقيًا عن مسيرة النادي الثقافي الفلسطيني العربي في مخيم البداوي، مستعرضًا رؤيته ورسالتها، بالإضافة إلى تقديم مساعدات جامعية للمتطوعين بتمويل من حركة الشباب الفلسطيني.
وفي حديثه مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أكد أحمد الأمين، مسؤول العمل الاجتماعي والصحي في النادي، أن جزءًا من الحفل كان تكريمًا للمتطوعين الذين شاركوا في عمليات الإغاثة خلال العدوان "الإسرائيلي" على لبنان، حيث عمل بعضهم في المطبخ الإغاثي وآخرون في تأمين الإيواء والاحتياجات الأساسية للنازحين.
وأضاف الأمين أن النادي يجري انتخابات كل سنتين لرؤساء اللجان المختلفة، بما في ذلك اللجنة الثقافية، الرياضية، الطلابية، وذلك لتحفيز الشباب الفلسطيني على الانخراط في العمل المجتمعي وتقديم مشاريع تخدم المخيم والجوار. كما أشار إلى أن النادي يسعى لتعزيز نشر ثقافة فلسطين وتاريخها بين الشباب الفلسطيني في المخيمات.
من جانبه، أكد عمار يوزباشي، مسؤول النادي في بيروت، أن الانتخابات تمثل فرصة لتعزيز البناء والتطور داخل المجتمع الفلسطيني، مشيرًا إلى أن عملية الانتخابات تعتبر خطوة أساسية لضمان استمرار النمو والتقدم.
أما على صعيد الخطط المستقبلية، قال الأمين لموقعنا إن النادي أسس تحت اسم "النادي الثقافي الفلسطيني العربي"، وهو يعني بالمقام الأول أن عمل النادي هو نشر ثقافة تاريخ وجغرافية فلسطين، وهو الأساس الذي يجب تسليط الضوء عليه بسبب الخمول والهجمة الشرسة على كل ما يتعلق بفلسطين وتاريخها. وأضاف أن باقي اللجان تكمل بعضها البعض، لأننا نعيش ضمن مجتمع فلسطيني بحاجة إلى سد النقص الموجود وسد الفجوات. وبما يخص تقليص خدمات "الأونروا"، فإننا نحاول تقديم بعض المساهمات للتخفيف من معاناة الناس وتقديم المساعدات الصحية والغذائية، مشددًا على أن النادي دائمًا على استعداد لتقديم المساعدة للمخيمات الفلسطينية كافة.
وقال اليوزباشي بخصوص التبرعات المقدمة من حركة الشباب الفلسطيني: التزامًا بدعم الصوت الحر والحركات الطلابية الوطنية، قُسّمت إلى 3 أقسام: جائزة الشهيد عبد القادر الحسيني بقيمة $1000 للمنتخب رئيس الدائرة الطلابية على أن يكون طالبًا، وإذا كان خريجًا ستوزع على الطلاب في دائرته؛ جائزة الشهيد باسل الأعرج بقيمة $500 لكل عضو في الدائرة الطلابية؛ وجائزة الشهيد بهاء عليان بقيمة $300 للطلاب الناشطين في اللجان، إضافة إلى تقديم $200 لأفضل 20 ناشطًا في النادي كل ستة أشهر.
ولفت اليوزباشي إلى أن هذه التبرعات ستكون حصريًا للطلاب ودائمة لدعمهم، وستُدفع مباشرة للجامعات وذلك لتعزيز فكرة النادي أكاديميًا وللتخفيف من الأعباء الاقتصادية على كاهلهم.
كما أشار اليوزباشي إلى أن تسمية الجوائز بناء على كلمة "ثقافة" تأتي؛ لأن الشهيد عبد القادر الحسيني هو المثقف المختلف، والشهيد باسل الأعرج هو المثقف المشتبك، أما الشهيد بهاء عليان فهو المثقف المقدسي.
يُذكر أن النادي الثقافي الفلسطيني العربي تأسس في عام 1993 في الجامعة العربية في بيروت، وكان ردًا على اتفاقيات "أوسلو" التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية في تلك الفترة. يواصل النادي تقديم الأنشطة الثقافية والتعليمية في مخيمات لبنان، ويستهدف تنمية الوعي الوطني بين الشباب الفلسطيني والعربي.