كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الأحد 12 كانون الثاني/ يناير، تفاصيل صادمة حول تعذيب معتقلي قطاع غزة في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" عقب حصولها على عشرات الشهادات أثناء زيارتهم في عدد من السجون "الإسرائيلية" خلال الشهر الجاري.

وتضمنت الشهادات تفاصيل صادمة عن عمليات التّعذيب الممنهجة التي تعرض لها المعتقلون، تحديداً في الفترة الأولى لاعتقالهم والتي جرت خلال بداية الشهر الجاري من العام الجديد لـ 23 معتقلاً من قطاع غزة في سجن "النقب" ومعسكر "نفتالي".

وقالت مؤسسات الأسرى عقب مرور 464 يوماً على حرب الإبادة، ومرور سنة وأكثر على اعتقال الغالبية ممن تمت زيارتهم: إن جرائم التعذيب والتنكيل والتجويع والجرائم الطبيّة، والضرب المبرح وعمليات القمع، تخيم على روايات وشهادات المعتقلين، إلى جانب ظروف الاحتجاز القاسيّة، واستمرار تفشي أمارض "السكايبوس – الجرب" بين صفوفهم.

وتؤكد مؤسسات الأسرى أنّ معسكر "سديه تيمان" شكل العنوان الأبرز لعمليات التعذيب لم يعد المعسكر الوحيد الذي نفذت فيه عمليات تعذيب وفظائع، ومنها اعتداءات جنسية، وأشارت إلى أن شهادات المعتقلين في غالبية السجون المركزية والمعسكرات عكست ذات المستوى من التوحش الممنهج، وبشكل أساسي سجن "النقب"، وسجن ومعسكر "عوفر".

حرق بالماء الساخن

وقال المعتقل (ك، ن) البالغ من العمر (45 عاما)، والذي اعتقل منذ شهر كانون الأول/ ديسمبر 2023، في شهادته: منذ اعتقالي تعرضت للضرب المبرح، حتى أُصبت بكسور في جسدي، في محاولة لانتزاع اعترافات مني، وبقيت في معسكر في غلاف غزة لمدة 58 يوماً.

وأضاف: "وكانت مثل عذاب الآخرة-تكبيل وضرب طوال الوقت، وإذلال وإهانات- عند نقلي إلى سجن (النقب)، حرقوني بالماء الساخن من خلال رشقي بالماء الساخن بإبريق كهربائي، وما تزال آثار الحروق واضحة على جسدي، اليوم أعيش بالخيام، والخيام ممزقة، نعاني من البرد القارس، واليوم نموت من البرد ومن الجوع".

التعذيب بالتجويع

أما المعتقل (ع.ه) البالغ من العمر (21 عاما) أفاد في شهادته: "اعتقلت في شباط/ فبراير 2024، خلال عملية نزوح نقلت إلى أحد المعسكرات في غلاف غزة، وبقيت هناك لمدة 12 يوما، ثم جرى نقلي إلى معسكر في القدس، ثم إلى (عوفر)، ثم إلى (النقب)، في كل رحلة كانت بمثابة رحلة عذاب وموت".

وأضاف: "واليوم الدمامل والجروح والثقوب تغطي جسمي، بعد إصابتي بمرض السكايبوس – الجرب، وأنام حاليا بالجوع وأستيقظ بالجوع، وإلى جانب كل ما أعانيه فإنني أعاني من مشكلة ضغط العين، وبحاجة إلى متابعة، فمنذ طفولتي لم أعد أرى في عيني اليمنى، واليوم عيني اليسرى في خطر شديد".

"تبول" على المعتقلين

فيما أفاد المعتقل (م.ح) البالغ من العمر (21 عاما)، والمعتقل منذ كانون الأول 2024، "الأيام الأولى على اعتقالي كانت فظيعة، تعرضت للتّعذيب والتّنكيل، حيث نقلت إلى ساحة (البراوي، وتعرضت ليوم كامل للضرب المبرح".

وأضاف: "ذبحونا من الضرب على مدار يوم كامل، ثم نقلونا على مكان آخر، ورشقوا المياه العادمة علينا، وتبولوا علينا، ثم نقلنا إلى معسكر لمدة 27 يوماً، هناك بقينا (راكعين) على الركب، ومعصوبي الأعين، ومقيدي الأيدي والأقدام".

وتابع: "ولاحقا جرى نقلنا إلى سجن النقب، واليوم نعيش العذاب والموت البطيء على مدار الساعة". أشار المحامي إلى أنه خرج المعتقل (م.ح) وهو يرتدي (فانيلا) صيفية وممزقة، وكان يرتجف من البرد، ومرض الجرب يغطي جسده".

حياة مثل الجحيم

وقال المعتقل (خ.ج): "في بداية اعتقالي كنا نعيش في جحيم، ولا نعرف ما مصيرنا، ولا وضعنا القانوني، مورس بحقنا كافة أشكال الجرائم والتنكيل والحرمان، واليوم نواجه الجوع، فكميات الطعام قليلة جداً وغير صالحة للاستخدام الآدمي وغالبية الأسرى يقومون بجمع لقيمات الطعام حتى يأكلوا وجبة واحدة ليلاً، ومنذ اعتقالنا محرمون من السكر والملح، واليوم نعاني من ظروف اعتقال صعبة محرمون من كافة مقومات الحياة الأساسية".

معتقلون جوعى ومرضى يرتعشون من البرد طوال الليل

فيما أفاد المعتقل (م.أ) البالغ (25 عاما): "اعتقلت من قبل جيش الاحتلال من إحدى المدارس، وتعرضت للضرب، والتعرية، وللتحقيق الميداني، ونقلت لاحقاً إلى أحد المعسكرات في الغلاف، ثم إلى معسكر في القدس، وكنت مقيداً ومعصوب الأعين على مدار الوقت".

وأضاف:" ثم جرى نقلي إلى سجن (عوفر) ثم إلى سجن (النقب)، اليوم يعاني أغلب الأسرى من التعب الهزال ويتفاقم ذلك مع مرور الزمن، كما ويتعرض العديد منهم لحالات إغماء، فالأوضاع صعبة جدا، وهي على حالها، الأسرى جوعى ومرضى وطوال الليل يرتعشون من البرد".

ضرب يؤدي لاقتلاع عين

فيما قال المعتقل (م.د): "اعتقلت من أحد مواقع الإيواء، وكنت برفقة عائلتي، بعد اعتقالي نقلت إلى غلاف غزة، واحتجزت لمدة 60 يوما ثم جرى نقلي إلى سجن النقب، وجراء الضرب المبرح الذي تعرضت له، فقدت عيني البلاستيكية، واليوم جراء ذلك أعاني من تجويف في العين، ولم يكتف الجنود بذلك بل أقدموا على أخذ نظارتي".

وأكد تقرير مؤسسات الأسرى أن هذه الجرائم أدت إلى استشهاد العشرات من المعتقلين، عدا عن عمليات الإعدام الميداني التي نُفّذت بحق آخرين، بالإشارة إلى أنّ المؤسسات المختصة أعلنت فقط عن 35 شهيداً من معتقلي غزة، وهم من بين 54 معتقلاً وأسيراً اُستشهدوا منذ بدء حرب الإبادة، فيما يواصل الاحتلال إخفاء بقية أسماء معتقلين استشهدوا في المعسكرات والسّجون.

وبيّنت مؤسسات الأسرى أن الاحتلال يواصل منع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة كافة المعتقلين، وأوضحت أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يستمر بتنفيذ حملات اعتقال واسعة في شمال غزة، طالت العشرات من الطواقم الطبيّة الذين ما زالوا رهن الإخفاء القسري.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد