أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني عن استشهاد المعتقل الإداري معتز أبو زنيد (35 عاماً) من مدينة دورا جنوب الخليل، في مستشفى "سوروكا الإسرائيلي"، مساء الأحد 12 كانون الثاني/يناير 2025. وكان الشهيد قد اعتقل في 27 حزيران/يونيو 2023، وهو متزوج وأب لطفل وحيد، ولم يكن يعاني أي مشاكل صحية قبل اعتقاله.
وأفادت الهيئة والنادي في بيان مشترك أن تدهوراً صحياً خطيراً طرأ فجأة على حالة أبو زنيد أثناء وجوده في سجن "ريمون"، وفق إفادة أحد الأسرى المفرج عنهم مؤخراً. وأكد البيان أن إدارة السجن ماطلت في نقله إلى المستشفى رغم خطورة حالته الصحية، ما أدى إلى دخوله في غيبوبة ونقله إلى مستشفى "سوروكا" في السادس من كانون الثاني/يناير، حيث أُعلن عن استشهاده لاحقاً.
وأشار البيان إلى أن استشهاد أبو زنيد يرفع عدد الشهداء بين الأسرى منذ بدء حرب الإبادة على غزة إلى 55 شهيداً، وهو العدد الأعلى تاريخياً، ليصل إجمالي عدد شهداء الحركة الأسيرة المعروفين منذ عام 1967 إلى 292 شهيداً. ولفت إلى وجود عشرات الشهداء من معتقلي غزة الذين لا تزال جثامينهم محتجزة ضمن سياسة الإخفاء القسري.
كما أوضح البيان أن الشهيد أبو زنيد هو خامس معتقل إداري يرتقي في سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة، وهو أسير سابق اعتقل خمس مرات، معظمها تحت الاعتقال الإداري، وخاض إضرابات عن الطعام رفضاً لهذه السياسة القمعية.
ووصفت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير استشهاد أبو زنيد بأنه جريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين، في ظل تصاعد الممارسات الوحشية بحقهم منذ بدء العدوان الأخير. وشدد البيان على أن ما يتعرض له الأسرى والمعتقلون يشكّل كارثة إنسانية ووجهًا آخر لحرب الإبادة "الإسرائيلية"، بما في ذلك عمليات الإعدام الممنهجة والإهمال الطبي والتعذيب والحرمان.
وحملت المؤسسات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسرى وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، داعية إلى فرض عقوبات فعالة على الاحتلال ومحاسبة قادته على جرائم الحرب المستمرة بحق الشعب الفلسطيني. كما شددت على ضرورة إنهاء حالة الحصانة الدولية التي يتمتع بها الاحتلال، والعمل على إعادة الاعتبار لدور المنظومة الحقوقية الدولية في إنفاذ العدالة.