قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا": إن المركز الصحي التابع لها في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية تعرض لأضرار جسيمة، بعد إصابته بقذيفة صاروخية استهدفته بشكل مباشر، ويأتي ذلك الإعلان مع استمرار أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في ما تسميها "العملية الأمنية" التي تقودها في المخيم منذ أربعين يوماً وتهدف من خلالها إلى القضاء على مقاتلي كتيبة جنين.
وفي تقريرها الدوري حول الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة، وثقت وكالة "أونروا" قيام من وصفتهم بـ "فلسطينيين مسلحين" باحتلال المركز الصحي التابع لها منذ عدة أسابيع عقب إخلائه بتاريخ 31 كانون الأول/ ديسمبر الفائت، مشيرة إلى قضاء فلسطينيين اثنين من بداية شهر كانون الثاني / يناير الجاري.
وما زالت وكالة "أونروا" تعلّق خدماتها في مخيم جنين منذ نحو 19 يومًا، بما يشمل أربع مدارس يداوم فيها نحو 1,700 طالب وطالبة.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أنه بالكاد تتيسر قدرة محدودة لنحو 12 ألف نسمة من سكان المخيم من الحصول على المياه والكهرباء حيث لا يزال العمل على إعادة تأهيل شبكات المياه، التي لحقت بها أضرار فادحة بفعل العمليات العسكرية "الإسرائيلية" السابقة، معلقاً، مما ألحق الضرر بأكثر من 60% من سكان المخيم.
وذكرت "أوتشا" أنه في 30 كانون الأول/ديسمبر، قد تم إصلاح أجزاء من شبكة الكهرباء ومع ذلك، تضررت عدة مولدات ما تسبب في انقطاع الكهرباء والاتصالات بين الحين والآخر في أحياء متعددة داخل المخيم في ظل عملية السلطة المستمرة.
ونقلت المنظمة الأممية بيانات أوردتها تقارير صادرة عن منظمات حقوق الإنسان توثق جريمة ارتكبتها أجهزة السلطة بتاريخ 24 كانون الأول/ديسمبر، عندما قامت بإطلاق النار على رجل فلسطيني وقتلته وهو يحاول مغادرة المخيم مع زوجته.
وقد بلغ مجموع ضحايا العملية التي تقودها السلطة الفلسطينية في مخيم مدينة جنين منذ مطلع كانون الأول/ ديسمبر، نحو 15 ضحية بينهم ثمانية من أهالي المخيم وستة عناصر من ضباط أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
اقرأ/ي أيضاً: تصعيد في مخيم جنين.. اشتباكات وأمن السلطة يستهدف المنازل والمشافي
وكانت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين قد وثقت جملة من الانتهاكات التي قامت بها أجهزة السلطة بحق سكان المخيم وممتلكاتهم، ممثلة باستهداف المنازل بصواريخ (RPG) وقذائف "الأنيرجا"، ما أدى إلى تدمير منازل وإصابة العديد من المدنيين بجراح خطيرة.
وأوردت اللجنة الإعلامية خلال بيان للرأي العام بالأمس استمرار حصار مدينة جنين ومخيمها منذ 40 يوماً على التوالي والذي عرقل حركة السكان وقطع عنهم الكهرباء والمياه، وحول منازلهم إلى نقاط عسكرية.
كما سجلت اللجنة تصاعد انتهاكات السلطة بحق المستشفيات والطواقم الطبية عقب اقتحام مستشفى ابن سينا واعتقال الجرحى والاعتداء على المسعفين لافتة إلى إصابة عدد من المدنيين برصاص أجهزة السلطة منهم الشابة ريماس عطايا التي أصيبت برصاص مباشر.
كما وثقت اللجنة إطلاق النار العشوائي على منازل المدنيين وتحويل أحياء سكنية إلى ساحات حرب في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني
وسجلت اللجنة انتهاكات أخرى طالت الصحفيين و"الأصوات الحرة"، ومنها تعرض الصحفي جراح خلف للتعذيب على خلفية تغطيته لأحداث جنين وتوجيه تهم باطلة له، بما في ذلك حيازة سلاح وتصوير مؤتمرات صحفية للمقاومة.