شهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، الجمعة 17 كانون الثاني/يناير، مسيرات شعبية حاشدة حملت عنوان "جمعة النصر"، دعماً لأهالي قطاع غزة واحتفاءً باتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى أكثر من 15 شهراً من الحرب والمجازر "الإسرائيلية".
في مخيم خان الشيح بريف دمشق، احتشد المئات في مسيرة ضخمة نُظّمت دعماً لقطاع غزة واحتفاءً بـ "الشروط التي فرضتها المقاومة الفلسطينية في اتفاق وقف إطلاق النار".
ووفقاً لمراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين، فإن المشاركة الشعبية كانت غير مسبوقة، إذ تجاوزت القيود الأمنية التي كانت تفرض في التجمعات والمسيرات خلال حكم النظام السوري السابق، وبرزت مشاركة لافتة من الأشقاء السوريين.
أما في مخيم خان دنون، فقد انطلقت مسيرة حاشدة من أمام جامع النصر مروراً بالشارع العام وطريق الطيبة وصولاً إلى الساحة أمام محل كراميش، حيث شهدت مشاركة جماهيرية واسعة عبّرت عن التضامن مع غزة وإصرارها على إفشال مشاريع الاحتلال.
وفي مخيمات جرمانا، سبينة، والحسينية، تجمع الأهالي عقب صلاة الجمعة في مسيرات حاشدة جابت شوارع المخيمات، وسط هتافات تحيي صمود غزة وتشيد بانتصارات المقاومة.
في مسيرة حاشدة وغير مسبوقة داخل مخيم فلسطيني بـ #سوريا خلال السنوات الأخيرة.. هتافات من #مخيم_سبينة بريف #دمشق إلى قطاع #غزة المكلوم الذي يستعد للملمة جراحه pic.twitter.com/HITQDn6qBU
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) January 17, 2025
وفي مخيم النيرب بحلب، احتشد السكان أمام مسجد فلسطين، حيث وزعت الحلوى قبل انطلاق المسيرة التي جابت شوارع المخيم، معبرة عن الابتهاج بوقف الحرب.
كما شهد مخيم العائدين في حمص مسيرة شعبية انطلقت من أمام مسجد المخيم، وجابت شوارعه، عبّر فيها الأهالي عن فرحتهم بتوقف المجازر، مشيدين بالمقاومة الفلسطينية التي فرضت شروطها على الاحتلال.
وفي قلب العاصمة السورية، دمشق شارك عشرات السوريين والفلسطينيين في وقفة أمام محطة الحجاز رفعوا فيها لافتات تحيي قطاع غزة وتعبر عن التضامن مع مخيم جنين الذي تعرض لحملة أمنية من قبل السلطة الفلسطينية، وكذلك تندد بالعدوان "الإسرائيلي" على مدينة القنيطرة جنوبي سوريا.
وردد مشاركون في الوقفة هتافات تستنكر الحملة الأمنية ضد مخيم جنين وتعبر عن رفض استمرار التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، فيما تعتبر هذه الوقفات أمراً غير مسبوق خلال السنوات الماضية قبل سقوط نظام بشار الأسد، إذ كان تنظيم الوقفات والمسيرات يحتاج إلى موافقات "أمنية" مرهقة وفي الغالب لا يتم الموافقة على تنظيمها.
وأُعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار مساء الأربعاء 15 كانون الثاني/ يناير، على لسان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حيث أشار إلى أن الاتفاق يشمل ثلاث مراحل تبدأ يوم الأحد المقبل.
المرحلة الأولى تستمر 42 يوماً وتتضمن وقف العمليات العسكرية، انسحاب قوات الاحتلال من المناطق السكنية إلى الحدود، وتعليق النشاط الجوي "الإسرائيلي" جزئياً، إضافة إلى تبادل الأسرى، حيث ستفرج "إسرائيل" عن ألفي أسير فلسطيني، مع فتح معبر رفح وإدخال مساعدات إنسانية يومية.
في المرحلة الثانية، التي تمتد أيضاً لـ42 يوماً، سيتم الإعلان عن الهدوء الدائم وانسحاب الاحتلال بالكامل من قطاع غزة. أما المرحلة الثالثة، فستشهد تبادل جثامين الشهداء وبدء إعادة إعمار قطاع غزة على مدى ثلاث إلى خمس سنوات، مع ضمان فتح المعابر وحرية الحركة.
واستقبل أهالي غزة الاتفاق باحتفالات واسعة بعد 466 يوماً من المعاناة، التي أودت بحياة أكثر من 46 ألفاً و800 شهيد وأكثر من 110 آلاف و300 جريح، إضافة إلى تدمير شامل للبنية التحتية والمنازل جراء سياسة الإبادة الجماعية التي نفذها الاحتلال.