تحدث نازحون فلسطينيون في قطاع غزة عن مشاعر ممتزجة اعترتهم منذ سماعهم نبأ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق وحتى تنفيذ الاتفاق وفي طريق عودتهم لمنازلهم المدمرة وأحيائهم التي مُسحت معالمها بشكل شبه كامل.

بالكاد صار النازحون يتعرفون على أحيائهم وشوارعهم التي شوهتها حرب الإبادة "الإسرائيلية" التي امتدت لأكثر من عام ونصف، نسف فيها جيش الاحتلال أحياء شمالي القطاع بالروبوتات المتفجرة والقصف المتواصل حتى آخر لحظة قبل بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

وتوقفت بوابة اللاجئين الفلسطينيين عند عدد من النازحات الفلسطينيات في ملعب اليرموك بمدينة غزة، وهن يستعددن للعودة إلى منازلهن وأحيائهن التي تحولت إلى أكوام من ركام.

وتضمنت بنود وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد 471 يوماً من حرب الإبادة "الإسرائيلية" شرط عودة النازحين من شمالي قطاع غزة إلى مناطقهم بعد مساعي "إسرائيلية" حثيثة وحديث في أوساط الاحتلال عن هدف منع الفلسطينيين في الشمال من العودة، شن من أجلها في الأيام المائة الأخيرة من الحرب جيش الاحتلال حملة إبادة وحشية وتهجير قسريي دمرت كل ملامح الحياة في الشمال وأسفرت عن استشهاد ما يزيد عن 5 آلاف فلسطيني.

إحدى النازحات وهي ناشطة إعلامية عبّرت عن فرحة منقوصة سبقها ترقب ولهفة لسماع خبر عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط مشاعر ممزوجة من الفرح والبكاء والحزن والألم لفقد الأقارب والأحباء.

في هذه الحرب فقدت والدي

وقالت الناشطة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "أول ما سمعنا بالاتفاق فرحنا لوقف شلال الدم ووقف النزوح وأصبحنا نخرج ولم نعد خائفين والآن نستطيع التحرك بسهولة وممارسة عملنا ونعيش حياتنا وإن كانت ناقصة من السند والأمان والفرح".

وأضافت: "في هذه الحرب فقدت أبي كان بودي أن تنتهي الحرب ونحن 7 أفراد بالمنزل وليس ستة نتمنى الأيام القادمة تكون مليئة خير وسلام الحرب ستبدأ مرة أخرى ليس فقط صواريخ الدمار والفقد نتمنى أن تقف الحرب دائماً وألا تعود الحروب الأخرى بغزة".

عشت في الشمال كل أنواع العذاب والحصار والجوع

نازحة أخرى أعربت عن شكرها لصمود الغزيين وحمدت الله على سلامتهم عقب عام ونصف من حرب الإبادة والتي ذاقت خلالها كسائر نازحي شمال القطاع شهوراً من العذاب والتجويع والتضييق مارسها عليهم الاحتلال "الإسرائيلي"

وقالت النازحة: "عشت في شمال قطاع غزة كل أنواع العذاب الجوع الحصار، عشنا النزوح والحصار وكل شيء، نستطيع القول انتصرنا وسنعيش حياة جيدة خلص سوف نعيش من جديد أشكر كل أبناء الشعب الفلسطيني وبالأخص مدينة شمال قطاع غزة وحمى الله شعبنا ونتمنى حياة أفضل"

زوجي ما يزال معتقلاً لدى الاحتلال وأختي استشهدت وفرحي ناقص

نازحة ثالثة وصفت شعورها عقب تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بأنه ليس شعور فرح بالكامل بسبب كم الشهداء والأحباء الذي فقد الفلسطينيون فضلاً عن الدمار الكبير، لافتة إلى أن زوجها معتقل لدى سلطات الاحتلال.

وقالت النازحة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "نحن على قدر من الفرح بسبب وقف إطلاق النار إلا اننا ننتظر أن يعود أحبابنا ونسأل الله ان تكتمل على خير ولا نتحسر على أحد وان تبقى الهدنة مستمرة"، وبعيون تملؤها الدموع تؤكد أن فرحها ناقص وقد استشهدت شقيتها خلال الحرب.

وعبّرت النازحة التي شرعت بحزم أمتعتها من أجل العودة إلى منزلها في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بالشكر لجميع الدول التي ساعدت على وقف الحرب على حد وصفها.

وأضافت أنها قد علمت من أقاربها ومعارفها أن الحي التي تسكنه في بيت لاهيا قد تحول إلى ركام.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد