دعت السفارة الفلسطينية في دمشق أهالي اللاجئين الفلسطينيين المفقودين في سوريا للتواصل معها لتوثيق أسماء أبنائهم المفقودين، تمهيداً لرفع قوائم بأسمائهم إلى الإدارة السورية الجديدة.
وأوضحت السفارة في بيان صادر عنها أنها ستخاطب وزارة الخارجية السورية، وترسل القوائم التي ستسجل بناءً على تواصل ذوي المفقودين مع السفارة، مشيرةً إلى أن الهدف من هذه الخطوة هو التوثيق لدى الجهات المعنية بالمعتقلين، في حال تم التوصل إلى أي معلومات عن المفقودين.
ودعت السفارة أهالي المفقودين الذين يجهلون مصير أبنائهم إلى التواصل معها عبر الرقم 0988793973 في موعد أقصاه 23 يناير/كانون الثاني الجاري.
الجدير بالذكر أن مؤسسات فلسطينية، منها "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" و"مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، وثقت على مدى سنوات أسماء المعتقلين الفلسطينيين في سجون النظام السوري.
وفي عام 2022، نشر موقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قائمة تضم 2389 معتقلاً ومفقوداً فلسطينيًا، استناداً إلى شهادات الأهالي ومصادر رسمية فلسطينية كالسفارة الفلسطينية ومنظمة التحرير.
وتعود تواريخ اعتقال هؤلاء إلى الفترة بين عامي 2012 و2014، وهي من أشد فترات الأزمة السورية عنفاً. وأكدت الجهات الموثقة أن مسؤولية متابعة هذا الملف الإنساني تقع على عاتق منظمة التحرير الفلسطينية وسفارة السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية العاملة في دمشق.
ووفقاً لحملة الكشف عن مصير المعتقلين الفلسطينيين، بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون النظام السوري 3108 أشخاص، بينهم 333 مفقوداً و633 شهيداً تحت التعذيب. وتُقدر المصادر أن النظام السوري اعتقل ما بين 250 ألفاً و300 ألف شخص من مختلف الجنسيات، ولا يزال مصير الغالبية منهم مجهولاً.
على الرغم من تحرير 48 فلسطينياً من سجون النظام بعد دخول المعارضة إلى دمشق، إلا أن مأساة المعتقلين الفلسطينيين، خاصة أبناء مخيم اليرموك، لا تزال شاهدة على الانتهاكات الجسيمة التي تتطلب تحقيق العدالة الدولية ومحاسبة المسؤولين عنها.
وقد طالبت عائلات المفقودين مراراً السفارة الفلسطينية والفصائل العاملة في دمشق بالتحرك للكشف عن مصير أبنائهم، مشيرةً إلى أن هذا الملف يظل من أكثر القضايا الإنسانية تعقيداً في ظل غياب أي معلومات مؤكدة حول مصير المفقودين، حتى بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.