تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، اليوم الأربعاء 22 كانون الثاني/ يناير، عدوانها المستمر على مدينة جنين شمال الضفة الغربية لليوم الثاني على التوالي، في إطار حملة عسكرية وصفها الاحتلال بـ"السور الحديدي".
الحملة التي انطلقت يوم أمس الثلاثاء أسفرت عن ارتقاء عشرة شهداء وأكثر من 40 إصابة، في وقت تواصل فيه المقاومة الفلسطينية تصديها للعدوان.
وأعلنت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها تواصل تصديها لقوات الاحتلال في عدة محاور قتال، وأكدت أن مقاتليها تمكنوا من إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الاحتلال، باستخدام تكتيكات قتالية متطورة تشمل إطلاق زخات كثيفة من الرصاص وتفجير عبوات ناسفة.
وفي السياق ذاته، دعت حركة حماس الفلسطينيين في الضفة الغربية، وخاصة الشباب، إلى النفير العام وتصعيد الاشتباك مع جيش الاحتلال في نقاط التماس، بهدف إرباك قوات الاحتلال وإفشال العدوان الواسع على مدينة جنين ومخيمها. كما نعت الحركة في بيان لها "شهداء جنين الذين ارتقوا بنيران الاحتلال"، مشيدة ببسالة المقاومين الذين تصدوا لجنود الاحتلال، واستهدفوهم بالعبوات الناسفة.
وتطرقت الحركة في بيانها إلى سلوك أجهزة السلطة الفلسطينية التي انسحبت من محيط مخيم جنين، بالتزامن مع بدء العملية العسكرية للاحتلال، مشيرة إلى رفض السلطة التوقف عن إجراءاتها ضد المقاومين رغم كل النداءات الوطنية.
من جهتها، أغلقت قوات الاحتلال مداخل مستشفى جنين الحكومي اليوم الأربعاء بعد تجريف مداخله والشوارع المحيطة به، مما أدى إلى تراكم الأتربة أمام المدخل. وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، أشار مدير المستشفى، وسام بكر، إلى أن التنسيق جارٍ مع الجهات المختصة لتأمين خروج المدنيين وبعض المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج.
وفي وقت لاحق من اليوم، أصيب أربعة فلسطينيين جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليهم في مدينة جنين ومخيمها، بينهم حالة حرجة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية إن أحد المصابين تعرض للرصاص الحي في دوار السينما في جنين، بينما أصيب مواطن آخر في مخيم جنين. كما أصيب مواطنان آخران أحدهما نتيجة تعرضه للدهس، بينما أصيب الآخر بشظايا الرصاص الحي في رأسه، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
من جهته، قال مدير شؤون "أونروا" في الضفة الغربية، "رولاند فريدريك"، في تصريح صحفي: بأن القوات "الإسرائيلية" شنت أمس عملية عسكرية واسعة في مخيم جنين ومدينة جنين، باستخدام أسلحة متقدمة تشمل الغارات الجوية. وأشار فريدريك إلى أن العملية أسفرت حتى الآن عن قضاء عشرة فلسطينيين على الأقل وإصابة أكثر من أربعين آخرين، مع توقعات باستمرار العملية لعدة أيام.
وأضاف فريدريك أن هذه العملية تأتي بعد أكثر من شهر من الاشتباكات المسلحة داخل مخيم جنين بين قوات أمن السلطة الفلسطينية ومقاومين، ما أسفر عن نزوح حوالي 2,000 عائلة منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر. وأوضح أن المخيم أصبح شبه غير صالح للسكن، بينما لم تتمكن الأونروا من تقديم خدماتها بشكل كامل.
وتطرق فريدريك إلى أن هذه العملية تأتي قبل أسبوع فقط من تنفيذ التشريعات "الإسرائيلية" التي تقوض بشكل كبير عمليات الأونروا في الضفة الغربية، بما في ذلك تنسيق الوصول الإنساني، مشيرًا إلى أن هذه التطورات قد تهدد بزعزعة وقف إطلاق النار الهش الذي تم التوصل إليه قبل أيام في غزة.
وفي مدينة الخليل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد إيمان عيد (جرادات) البالغة من العمر 45 عاماً على حاجز بيت عينون، شمال شرقي الخليل، مساء أمس، بعد أن أعاقت قوات الاحتلال نقلها إلى المستشفى رغم معاناتها من أعراض جلطة قلبية.
كما نفذت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" سلسلة عمليات اعتقال في الضفة الغربية منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم الأربعاء، حيث اعتقلت 25 مواطناً على الأقل، بينهم أسرى سابقون. وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير أن عمليات الاعتقال شملت محافظات الخليل وبيت لحم ورام الله وجنين وطولكرم.
ويستمر الاحتلال في تنفيذ عمليات تحقيق ميداني، بالإضافة إلى حملات التنكيل بحق المواطنين، من اعتداءات وتهديدات، فضلاً عن عمليات التخريب والتدمير التي تستهدف منازل الفلسطينيين.