أثار مقترح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية "دونالد ترمب" يقضي بـ "تطهير غزة" عبر تهجير سكانها إلى مصر والأردن ترحيباً واسع في الأوساط "الاسرائيلية"، فيما عبّرت فصائل فلسطينية عن نيتها التصدي لمخططات تهجير الفلسطينيين، ووصفت جهات أممية وحقوقية الأمر بأنه غير قانوني ودعم صريح لجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وطرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأحد 26 كانون الثاني/ يناير، خطة لما وُصف بـ "تطهير" غزة، قائلاً: إنه يود من مصر والأردن استقبال المزيد من الفلسطينيين في محاولة "لإحلال السلام في الشرق الأوسط"، وأفاد ترامب بأنه ناقش مع ملك الأردن، عبد الله الثاني، المسألة ومن المقرر بأن يبحثها أيضا مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الأحد.
وأبدى ترامب في حديثه للصحفيين عن نيته لما وصفه بتطهير المنطقة برمتها عبر تهجير مليون ونصف مليون شخص يقطنون حالياً داخل ما وصفه "مكاناً مدمراً" قائلاً إن هذه الخطوة قد تكون موقتة أو طويلة الأجل.
ترحيب "إسرائيلي"
ورحب مسؤولون "إسرائيليون" بتصريحات "دونالد ترمب" حول تهجير سكان غزة إلى دول إسلامية بوصفها ليست "مجرد زلة لسان" بل تمثل جزء من عملية أوسع وأشمل مما يبدو عليه الأمر في الظاهر بحسب ما نقلته القناة (12) العبرية.
وعبّر رئيس حزب "العظمة اليهودية" الإرهابي "إيتمار بن غفير"، عن دعمه الكامل لتصريحات "ترامب:، وقال في بيان: دما يطرح رئيس أكبر قوة في العالم الفكرة، يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تنفذها والعمل الفوري على تشجيع الهجرة".
ودعا "بن غفير" رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" إلى ـ"التمسك بالفرصة" التي يقدمها ترامب، والعمل على البدء بتنفيذ مخططات ممنهجة لدفع الفلسطينيين في قطاع غزة إلى الهجرة.
ووصف عضو المجلس الوزاري المصغر بتسلئيل سموتريتش الخطة الأميركية بأنها "فكرة رائعة" قائلاً: إنه "بعد 76 عامًا من احتجاز معظم سكان غزة في ظروف صعبة للحفاظ على رغبتهم في تدمير دولة إسرائيل، فإن فكرة مساعدتهم على بدء حياة جديدة وجيدة في أماكن أخرى هي فكرة رائعة".
تعهد فلسطيني بالتصدي لخطة تهجير الفلسطينيين
بالمقابل، تعهدت حركتا حماس والجهاد الإسلامي بإفشال خطة الرئيس الأميركي "دونالد ترامب".
وقال عضو المكتب السياسي لحماس باسم نعيم لوكالة الصحافة الفرنسية: "إن شعبنا كما أفشل على مدار عقود كل خطط التهجير والوطن البديل سيُفشل كذلك مثل هذه المشاريع".
وأدانت حركة الجهاد بأشد العبارات تصريحات الرئيس الأميركي بشأن ترحيل أهالي قطاع غزة إلى خارج أرضهم، ووصفتها بأنها تتسق مع أسوأ ما في أجندة اليمين الصهيوني المتطرف واستمرار التنكر لوجود الشعب الفلسطيني.
وعبّرت الجهاد أن تصريحات ترامب تشجيع على مواصلة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بإجبار الفلسطينيين على الرحيل عن أرضه.
كما دعت كل الدول خصوصا الحكومتين المصرية والأردنية لرفض خطة "ترامب" مؤكدة أن الشعب الفلسطيني سيفشل هذا المخطط.
"أمر غير قانوني ودعم صريح لجريمة الإبادة"
المفوضة الأممية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، "فرانشيسكا ألبانيز" علقت على تصريحات ترامب بوصف التطهير العرقي ليس مجرد تفكير "خارج الصندوق"، بغض النظر عن كيفية تغليفه معتبرة أنه أمر غير قانوني وغير أخلاقي وغير مسؤول.
ومن جانبه، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن تصريحات ترامب دعم صريح لجريمة الإبادة الجماعية وتكريس للسياسات "الإسرائيلية" الاستعمارية.
وأكد المرصد الحقوقي أن أي خطط لنقل السكان المدنيين قسرًا تحت الاحتلال هي مخالفة صريحة لاتفاقية جنيف الرابعة التي تنص بوضوح على حظر الترحيل القسري للسكان الواقعين تحت الاحتلال.
وأكد أن الفلسطينيين الذين يعانون من آثار كارثية جراء جرائم "إسرائيل" المرتكبة بحقهم يجب ألا يتحملوا ثمن هذه الإبادة الجماعية عبر تهجيرهم قسريًا خارج وطنهم.
وحمّل الأورومتوسطي "إسرائيل" بصفتها القوة القائمة بالاحتلال المسؤولية القانونية والأخلاقية عن جرائمها التي ارتكبتها وتعويض الفلسطينيين وإعادة إعمار قطاع غزة بأسرع وقت ممكن.