شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين 27 كانون الثاني/ يناير، لحظات تاريخية لتدفق آلاف الفلسطينيين عائدين إلى منازلهم سيراً على الأقدام عقب 471 يوماً من الإبادة، كانوا خلالها نازحين في وسط وجنوبي القطاع والآن يعودون إلى مدينة غزة والشمال بعد انسحاب الجيش "الإسرائيلي" من محور "نتساريم".
وعلى الفور أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن توزيع النقاط الطبية الإسعافية على طول طريق عودة النازحين، بالتعاون مع اللجنة الوطنية العليا للإسعاف داعية جميع السكان إلى الالتزام بتعليمات الفرق الطبية والتوجه إلى النقاط الإسعافية عند الحاجة.
بدوره، أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن أكثر من 5,500 موظف حكومي يعملون في هذه الأثناء على تسهيل عودة النازحين من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال، من جميع الأجهزة والوزارات والمؤسسات الحكومية.
وتأتي العودة المزمعة لأكثر من مليون ونصف نازح فلسطيني أجبرتهم أوامر الإخلاء "الإسرائيلية" منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على ترك منازلهم وأحيائهم والتوجه نحو مناطق زعم بأنها "مناطق إنسانية" في جنوب ووسط القطاع واللجوء إلى مراكز إيواء وكالة الغوث "أونروا" بينما نصبت آلاف الخيام على امتداد منطقة "المواصي" الساحلية.
وعقب التوصل إلى تفاهمات فيما يخص الإفراج عن الأسيرة "الإسرائيلية" أربيل يهودا، التي وقفت عقبة أمام عودة النازحين المزمعة منذ يوم الأحد، جرى الاتفاق على تسليمها إضافة إلى اثنين من المحتجزين "الإسرائيليين" قبل يوم الجمعة، على أن يبدأ الفلسطينيون في العودة إلى شمال القطاع.
عودة النازحين انتصار للفلسطينيين وإفشال لمخططات التهجير
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس عودة النازحين بأنها انتصار للشعب الفلسطيني قائلة: "عودة النازحين انتصار لشعبنا وإعلان فشل وهزيمة الاحتلال ومخططات التهجير".
ولفتت إلى أن مشاهد عودة الحشود الجماهيرية للفلسطينيين إلى مناطقهم التي أجبروا على النزوح منها رغم بيوتهم المدمّرة، تؤكد عظمة الشعب الفلسطيني ورسوخه في أرضه، رغم عمق الألم والمأساة.
وأشارت حماس إلى أن "هذه المشاهد المفعمة بفرح العودة، وحبّ الأرض، والتشبّث بها، هي رسالة لكل المراهنين على كسر إرادة شعبنا وتهجيره من أرضه".
في حين وصفت حركة الجهاد الإسلامي المشهد بـ"الأسطوري" لعودة مئات الآلاف من النازحين إلى شمال قطاع غزة الذي حوّله الاحتلال إلى ركام.
وقالت الجهاد في بيان مقتضب: "هذه العودة تأتي رداً على كل الحالمين بتهجير شعبنا بعد أن تم تجاوز مشكلة الأسيرة أربيل يهود".
وأضافت: "بهذه المناسبة، تؤكد حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن صمود شعبنا سيقضي على أي أحلام صهيونية لسرقة الفرح من قلوبنا، وسيكسر قيد السجان والاحتلال".
المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك اعتبر أن مشهد عودة النازحين إلى غزة والشمال، على الرغم من الدمار وعدم وجود مساكن تأوي العائدين بمثابة رسالة أن الشعب الفلسطيني يرفض التهجير الطوعي والقسري، وسيبقى متمسكاً بأرضه.
ودعا الحايك الدول الشقيقة والصديقة لإغاثة الشعب الفلسطيني والبدء بإرسال الخيام و"الكرفانات" لإيوائهم إلى حين البدء بالإعمار.