يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" تصعيد عدوانه على مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة، حيث عثر على جثمان شهيد في جنين التي تتعرض لعدوان واسع تحت اسم "عملية السور الحديدي" لليوم التاسع على التوالي، فيما تستمر حملة اقتحامات في مناطق متفرقة بالضفة،ومداهمة منازل الفلسطنيين والعبث بمحتوياتها، يتخللتها مواجهات واعتقالات وعمليات تحقيق ميداني.
في جنين، انتشلت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني جثمان الشاب أسامة عمر أبو الهيجاء (25 عاماً)، الذي استشهد متأثراً بقصف الاحتلال لمنطقة دوار السينما في المدينة مساء أمس، وكانت قوات الاحتلال قد منعت نقل جثمانه عقب إصابته، قبل أن تتمكن الطواقم الطبية من استعادته صباح اليوم.
يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار المواجهات العنيفة في جنين، حيث يخوض مقاومون اشتباكات مسلحة ضد قوات الاحتلال في الحي الشرقي للمدينة، مع تواصل العدوان "الإسرائيلي".
وفي طولكرم، يواصل الاحتلال عدوانه على المدينة ومخيميها (نور شمس وطولكرم) لليوم لثالث، وفجّرت قوات الاحتلال منزلاً في حارة البلاونة بمخيم المدينة.
وهدمت منزل الشهيد تامر فقها في ضاحية شويكة شمالاً، إضافة إلى تدمير واسع في البنية التحتية وشبكات الطرق، وإجبار سكان مخيم طولكرم على مغادرة منازلهم، التي حولها الاحتلال إلى ثكنات عسكرية.
وامتدت عمليات الهدم إلى مدينة الخليل، حيث دمرت جرافات الاحتلال أربعة منازل في منطقتي خلة طه والطبقة غرب مدينة دورا، بحجة البناء دون ترخيص، رغم امتلاك أصحابها وثائق ملكية.
وأكد الناشط مفيد حمدان أن الاحتلال يستهدف هذه المناطق بشكل مستمر بهدف تهجير سكانها لصالح توسيع مستوطنة "نيجهوت" وإقامة بؤرة استيطانية جديدة.
وفي الأغوار الفلسطينية، واصل المستوطنون توسيع البؤر الاستيطانية، حيث أقاموا كرفانات جديدة غرب قرية بردلا، فيما أخطرت قوات الاحتلال أحد السكان في خربة الفارسية بضرورة إخلاء منزله.
وشملت عمليات الهدم "الإسرائيلية" أيضاً منازل ومحال تجارية في دير سامت بالخليل، ودير بلوط بسلفيت، إضافة إلى هدم مطعم في منطقة المخرور ببيت جالا وتجريف أرضه بالكامل. كما دمر الاحتلال خمسة منازل مأهولة في قرية الديوك التحتا قرب أريحا، بحجة عدم الترخيص، وفق ما أفاد به الصحافي عادل أبو نعمة.
في سياق متصل، صادقت اللجنة الوزارية "الإسرائيلية" لشؤون التشريع على مشروع قانون يسمح للمستوطنين بشراء الأراضي في الضفة الغربية بشكل مباشر، دون الحاجة إلى موافقة الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال، ما يعكس تصعيداً جديداً في مخطط ضم الضفة وفرض السيادة "الإسرائيلية" عليها.
يأتي هذا التصعيد "الإسرائيلي" وسط استمرار العدوان على الضفة الغربية، حيث تستخدم قوات الاحتلال سياسات القتل والاعتقال والهدم لفرض وقائع جديدة على الأرض، وسط تحذيرات فلسطينية ودولية من تداعيات هذه الانتهاكات.