عاد أكثر من 376 ألف فلسطيني إلى مناطق شمال قطاع غزة منذ فتح محور "نتساريم"، الذي يفصل بين شمال القطاع وجنوبه، وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) اليوم الأربعاء. وأشار المكتب إلى أن العائدين يواجهون معاناة إنسانية كبيرة، حيث وجد العديد منهم منازلهم مدمرة أو غير صالحة للسكن. 

وبيّن المكتب، استناداً إلى بيانات مجموعة عمل من منظمات عدة، أن النازحين العائدين يشكل الرجال نصفهم، بينما تشكل النساء ربعهم، والربع الأخير من الأطفال.

وأشار التقرير إلى أن الفئات الأكثر ضعفاً بين العائدين تضم نساء حوامل أو مرضعات، ومسنين، وذوي إعاقة، ومصابين بأمراض مزمنة، إضافة إلى قاصرين غير مصحوبين بذويهم، حيث قطع كثير منهم الرحلة سيراً على الأقدام في ظل الدمار الكبير الذي ألحقه العدوان "الإسرائيلي" بمناطقهم.

في سياق متصل، أصدرت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة سلسلة من التحذيرات للعائدين، داعية الغزيين إلى توخي الحذر من المنازل الآيلة للسقوط، أو التي تعرضت لأضرار جسيمة قد تشكل خطراً على حياتهم، كما دعت إلى الإبلاغ عن أي مخلفات حربية خطرة وعدم العبث بها، مشيرة إلى إمكانية التواصل مع الجهات المختصة عبر أرقام الطوارئ المعلنة.

في غضون ذلك، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يومه الحادي عشر، وسط مساعٍ دبلوماسية متواصلة لضمان تنفيذه. وأكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها، أن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بحث هاتفياً مع نظيره الأميركي "ماركو روبيو" تطورات الوضع، وشددا على ضرورة التزام طرفي الصراع ببنود الاتفاق، بما في ذلك إطلاق سراح الأسرى وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق. كما عبّر الوزيران عن أملهما في إحراز تقدم نحو وقف دائم لإطلاق النار.

وفي السياق نفسه، يصل المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الأربعاء إلى تل أبيب، حيث سيجري جولة ميدانية لمراقبة تنفيذ اتفاق تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار، ومن المتوقع أن يعقد اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزيرا الأمن والشؤون الاستراتيجية.

من جانبها، أعلنت حركة حماس أن وفدها التفاوضي التقى رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، حيث جرى بحث آليات تنفيذ اتفاق التهدئة وتبادل الأسرى، إلى جانب مناقشة الخروقات التي وقعت وضرورة التزام الاحتلال ببنود الاتفاق دون مماطلة.

 كما تم التطرق إلى الجهود المتعلقة بترتيب البيت الفلسطيني، بما في ذلك تشكيل حكومة توافق وطني أو لجنة إسناد مجتمعي.

وفي خضم التطورات السياسية، يتزايد الرفض الدولي والعربي لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر. وكان أحدث المواقف الرافضة قد صدر عن المستشار الألماني أولاف شولتز، الذي وصف الاقتراح بأنه "غير مقبول"، مؤكداً رفض بلاده لأي محاولات لتهجير سكان غزة قسراً.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد