أتمّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، صباح اليوم السبت 1 شباط/فبراير 2025، تسليم ثلاثة محتجزين "إسرائيليين"، بينهم أميركي يحمل جنسية مزدوجة، إلى الصليب الأحمر، وذلك ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وجاءت هذه العملية مقابل الإفراج عن 183 أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال.
وسلمت وحدة الظل في كتائب القسام المحتجزين "ياردن بيباس" و"عوفر كالدرون" إلى الصليب الأحمر في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في مراسم شهدت انتشاراً واسعاً لعناصر القسام، وسط احتشاد جماهيري كبير كما جرت العادة في عمليات التبادل السابقة.
متابعة | مكتب إعلام الأسرى:
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) February 1, 2025
وسط حضور شعبي واسع.. وصول أكثر من 30 أسيرا إلى رام الله بعد تحررهم ضمن صفقة طوفان الأحرار. pic.twitter.com/w3JMoTgzyP
أما المحتجز الثالث، "كيث سيغال"، الحامل للجنسية الأميركية، فقد نُقل إلى ميناء غزة، حيث تم تسليمه بشكل منفصل إلى الصليب الأحمر، بحضور قائد كتيبة الشاطئ في كتائب القسام، أبو عمر الحواجري، الذي كان الاحتلال قد أعلن اغتياله في وقت سابق. وجرى التسليم وسط إجراءات أمنية مشددة من كتائب القسام، وحضور المئات من الفلسطينيين في موقع الميناء غربي غزة.
وشكّلت عملية تسليم المحتجزين "الإسرائيليين" رسالة رمزية مرتبطة بـعملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، حيث استعرضت كتائب القسام بعض الأسلحة والمركبات التي اغتنمتها خلال العملية. وخلال مراسم التسليم، ظهرت مركبة "إسرائيلية" صادرتها المقاومة من مستوطنات غلاف غزة، كما ظهر سلاح "التافور" الإسرائيلي بين أيدي عناصر القسام، وهو أحد الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها من جنود الاحتلال خلال المعارك.
وفي إطار تنفيذ الجزء الثاني من الدفعة الرابعة من عملية تبادل الأسرى "طوفان الأحرار"، ستفرج سلطات الاحتلال عن 183 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 18 محكومًا بالمؤبد، و54 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية والمؤبدة، إضافة إلى 111 أسيرًا من أبناء قطاع غزة، الذين اعتُقلوا بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وصلت حافلة تقل 32 أسيرًا محررًا من الضفة الغربية إلى رام الله، حيث استُقبلوا بحفاوة أمام قصر رام الله الثقافي وسط حشد جماهيري ضخم، فيما يترقب الفلسطينيون تحرير 39 أسيرًا آخر من قطاع غزة، إضافة إلى 111 معتقلًا بعد 7 أكتوبر.
انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى المحررين
وأكد نادي الأسير الفلسطيني إن الأسرى المحررين يتعرضون لتعذيب وحشي وانتهاكات جسدية ونفسية ممنهجة، وهو ما تعكسه شهاداتهم عقب الإفراج عنهم. وأوضح النادي أن مستوى التعذيب ارتفع بشكل غير مسبوق بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وشمل التجويع الممنهج، والإهمال الطبي، والاعتداءات الجسدية العنيفة. كما سُجِّلَت إصابات بمرض الجرب (السكابيوس) بين الأسرى، إلى جانب حالات تعرضت لضرب مبرح استمر لأيام قبل الإفراج عنها، ما أدى إلى إصابات خطيرة وكسور في الأضلاع، وفق شهادات العديد من المحررين.
أشار النادي إلى أن الاحتلال يمارس إرهابًا منظمًا بحق الأسرى المحررين وعائلاتهم، عبر الاعتداءات الجسدية المباشرة والتهديدات الصريحة بالقتل، لمنعهم من تنظيم أي مراسم استقبال أو إبداء مظاهر احتفال بتحررهم.
وأكد نادي الأسير أن هذه الممارسات تأتي في سياق محاولة الاحتلال استهداف رمزية الأسير الفلسطيني في الوعي الجمعي الفلسطيني، وحرمان الأسرى المحررين وعائلاتهم من حقهم المشروع في الفرح بحرية أبنائهم.
ذكر أن فصائل المقاومة أفرجت أول أمس الخميس عن 3 أسرى "إسرائيليين"، وهم مجندتان اثنتان ومسن، مقابل 110 أسرى فلسطينيين. كما أطلقت المقاومة سراح 5 عمال تايلنديين، وتم تسليم اثنين من الأسرى في خان يونس، والثالث في جباليا شمالي القطاع.