عُقد في مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوب سوريا يوم أمس الجمعة، اجتماعاً موسعاً لاختيار لجنة محلية تتولى متابعة شؤون المخيم على مختلف الأصعدة الخدمية والاجتماعية والحقوقية، وذلك في صالة عين غزال وسط المخيم.
يأتي هذا الاجتماع بعد عدة لقاءات سابقة مع الأهالي، خُصصت للاستماع إلى احتياجاتهم الأساسية، التي تركزت على تحسين البنية التحتية من إنارة وتعبيد للطرق، إضافة إلى المطالبة بحقوق اللاجئين الفلسطينيين لدى وكالة الأونروا ومؤسسة اللاجئين الفلسطينيين، وغيرها من الجهات المعنية.
وأوضح مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّه وخلال الأسبوع الماضي، جرت مشاورات بين المعنيين في المخيم، حيث طُرحت أسماء مرشحين، وسُجلت للتصويت عليها خلال الاجتماع، الذي شهد مشاركة كبيرة من مختلف العائلات والشرائح الاجتماعية.
وقد أُجري التصويت برفع الأيدي، حيث طُرحت أسماء نحو 30 شخصاً، اعتذر بعضهم عن الترشح، فيما قبل آخرين المهمة. وأسفر التصويت عن انتخاب لجنة تضم 10 أعضاء استشاريين، بينهم خمس نساء، من بينهن محامية ومثقفون، ما يعكس الحرص على تمثيل واسع يشمل مختلف الفئات داخل المجتمع المحلي.
وتعهدت اللجنة المنتخبة بالعمل على النهوض بالمخيم والمطالبة بحقوق سكانه أمام الجهات المختصة، في ظل التحديات التي واجهها المخيم خلال سنوات الحرب. وأكد المشاركون أن المخيم، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من أرض حوران، قد عانى تداعيات النزاع، إلا أنه ظل صامداً وحاضراً في المشهد السوري منذ اندلاع الأحداث.
ولم يقتصر الاجتماع على انتخاب اللجنة، بل تخللته نقاشات معمقة حول تحسين الواقع الخدمي في المخيم، حيث كان الحوار مثمراً وبنّاءً بين الحاضرين، كما طُرِحَت قضية تمثيل الفلسطينيين في درعا بمختلف تجمعاتهم، بما في ذلك مخيم المزيريب وتجمع جلين وتل شهاب وغيرها من المناطق التي تضم لاجئين فلسطينيين، حيث كلفت اللجنة المنتخبة بمهمة التنسيق مع جميع الجهات المعنية لضمان تمثيل عادل وشامل لهذه التجمعات.
ولاقى انتخاب اللجنة ارتياحاً كبيراً لدى الأهالي، الذين عبروا عن تفاؤلهم بقدرتها على متابعة قضاياهم وتمثيلهم في الملفات الخدمية والإغاثية والحقوقية. كما شددوا على ضرورة انعقاد أول اجتماع للجنة في أقرب وقت، لوضع خطة عمل واضحة للمرحلة المقبلة، وضمان تنفيذ المهام الموكلة إليها بما يخدم مصالح الأهالي داخل المخيم وخارجه.