وصف العديد من الأسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال "الإسرائيلي" من أصحاب الأحكام العالية، (ضمن ضفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار) اللحظة الأولى لدى خروجهم من السجون "الإسرائيلية" وما تعرضوا له من صنوف التعذيب الذي تصاعدت حدته وأساليبه منذ بدء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

التقى بابنه لأول مرة

علي نزال أسير محرر من مدينة قلقيلية معتقل في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" منذ عام 2006 ومحكوم عليه بعشرين عاماً، وبعد 18 عاماً من الأسر تعرف أطلق سراحه ضمن الدفعة الرابعة من اتفاق تبادل الأسرى ليتعرف على ابنه الذي ولد إثر تهريب النطف لأول مرة.

قال نزال لوسائل الإعلام: إن لحظة لقائه بابنه لاتوصف، وإن فرحته ناقصة لأن هناك أسلى ما زالوا داخل السجون، موضحاً:"مأساة حقيقية يعيشها من بقي في السجون الإسرائيلية، نأمل من الله أن يهون عليهم، عزائنا أننا لن ننساهم وأن الأمل لن يُفقد في الإفراج عنهم".

علي نزال.jpg
الأسير المحرر علي نزال

هدده الشاباك "الإسرائيلي" قبل الإفراج عنه

بينما عجز الأسير المحرر رياض مرشود من مخيم بلاطة نابلس عن وصف لحظات الفرح لنيل حريته بعد 22 عاماً قضاها في سجون الاحتلال من مدة الحكم عليه التي بلغت 28 عاماً، حيث لم يتمكن بعد هذه السنوات الطويلة من التعرف على ملامح أقاربه الذين كانوا صغاراً وكبروا خلال هذه السنين.

يصف مرشود أيام الأسر: "كان السجن قاسياً بكل ما تحمله من معنى، ولكن بإيماننا بقضيتنا وعدالتها كانت تمشي الأمور على ما يرام بصبر وجلد".

يؤكد أن ضابط "الشاباك" "الإسرائيلي" أخبرهم بأنه سيطلق سراحهم، ولكن هدده ومجموعة من الأسرى بالقول: "أيادينا طويلة وستصل لكم في أقرب وقت ممكن"، وعليكم أن تنتبهوا جيداً لحديثكم مع الإعلام".

رياض مرشود.jpg
الأسير المحرر رياض مرشود

وأكد أن الأسرى يعانون من إهمال طبي متعمد، حيث يُمنع عنهم العلاج، إضافة إلى اكتظاظ الزنازين التي يجمع فيها المعتقلون في ظروف غير صحية.

كما أشار إلى أن من أبشع الانتهاكات التي شهدها خلال فترة اعتقاله كانت مقتل أسير فلسطيني تحت التعذيب في سجن النقب، مما يعكس حجم الجرائم التي تمارس بحق الأسرى.

دعسوا على أجساد الأسرى في سجن عوفر

الأسير المحرر بشار شواهنة من بلدة سيلة الحارثية والذي أمضى 21 عاماً في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" روى كيف يواجه الأسرى أوضاعاً صحية صعبة داخل سجون الاحتلال لا سيما في سجني "النقب" و"جلبوع".

الأسير المحرر وائل سمارة قال: "قضيت 22 عاماً في سجون الاحتلال وأشعر أنني ولدت من جديد"

و أكد أن جنود الاحتلال قاموا بـ "الدعس" على الأسرى لحظة خروجهم من سجن عوفر، مشيراً إلى سياسة التجويع التي مارسها الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ، والتعذيب والحرمان من النوم والقمع والشتائم.

ويوصف الحال هذه الأسير المحرر عطا عبد الغني الذي حكم عليه بثلاثة مؤبدات أنه كان "ميتاً وعاد للحياة" قائلاً: "لا أستطيع وصف شعور الحرية بكلمات تفقد مضمونها امام عظمة وشموخ الشعب الفلسطيني.

استشهد الأسير ثائر أبو عصب بسبب الضرب

أيضاً، الأسير محمد زكريا قصقص قضى 25 عاماً داخل سجون الاحتلال بتهمة العمل المقاوم حيث تعرض ورفاقه الأسرى خلال 16 شهراً تزامناً مع الحرب على قطاع غزة للضرب والتعذيب والقمع والتعطيش والمرض والإهمال الطبي.

وقال الأسير قصقص: "كانت هناك سياسيات لتعطيش وتجويع الأسرى وعدم تقديم أي نوع من العلاج"، مضيفاً " انتشرت الأمراض التي تفتك بالأسرى وبأشكال مختلفة، ولم يتلق الأسرى أي رعاية طبية وكثير منهم استشهدوا بسبب الضرب المبرح".

وذكر الأسير المحرر أبرز الانتهاكات التي ارتكبت بحقهم ومنها: تكسير الأطراف والأيدي والأضلاع، مشيراً إلى أن الأسير ثائر أبو عصب استشهد على مرأى من عيونهم حينما ما اعتدت عليه القوات "الإسرائيلية"وضربته ضرباً مبرحاً حتى فارق الحياة وتركته ينزف دون تقديم العلاج.

أسرى قطاع غزة في وجه الموت

ويشير الأسير المحرر قصقص إلى أن الأسرى من قطاع غزة تعرضوا لأشد أنواع التعيب، وأن عشرات منهم استشهدوا وكانوا في أقسام معزولة ولا تعلم بهم المؤسسات الحقوقية وتمنع من زيارتهم، إلا إذا كان أعضاؤها "إسرائيليين" أما الحقوقيون غير "الإسرائيلي" فلمك يسمح لهم بزيارة الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا من قطاع غزة.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد