نظم عدد من أهالي كفر ياسيف، ظهر اليوم الأربعاء 5 شباط/ فبراير، وقفة احتجاجية أمام مكاتب اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء في مدينة نوف هجاليل، رفضاً لمخطط "شارع 855"، الذي يهدد بمصادرة أكثر من 1300 دونم من أراضي البلدة. وجاءت هذه الوقفة بالتزامن مع عقد جلسة رسمية يشارك فيها رئيس المجلس المحلي، عصام شحادة، لمناقشة المخطط وتأثيره على الأهالي.

ورفع المحتجون لافتات تندد بمصادرة الأراضي، وتطالب بوقف تنفيذ المخطط الذي سيؤدي إلى اقتلاع آلاف الأشجار وتدمير مساحات زراعية واسعة، معتبرين أنه يأتي ضمن سلسلة من المشاريع التوسعية التي تخدم المستوطنات المجاورة على حساب القرى العربية.

وفي هذا السياق، قال المحامي شحادة مخولي، عضو لجنة الدفاع عن الأراضي المهددة بالمصادرة في تصريح لموقع (عرب 48)، إن "هذا المخطط سيغير معالم كفر ياسيف بشكل مجحف، إذ يمتد الشارع المقترح بعرض 160 مترًا، مما يعني التهام مساحات زراعية واسعة، والاعتداء المباشر على أراضي السكان الفلسطينيين. نحن هنا اليوم لنرفع صوتنا ضد هذا الإجحاف، وسنواصل التصدي له بكل السبل المتاحة".

بدوره، أكد رئيس المجلس المحلي، عصام شحادة، في تصريحات لذات الموقع، أن موقف المجلس واضح منذ البداية، قائلاً: "نرفض المخطط جملة وتفصيلًا، وسنعمل على جميع المستويات، القانونية والشعبية، لإلغائه. جميع السلطات المحلية المجاورة متحدة ضد هذا المشروع، ولن نقبل تمريره بأي شكل من الأشكال".

أما الشيخ فاروق صفية، أحد المتضررين من المشروع، فقد شدد على عدم وجود أي حاجة إلى هذا الشارع، موضحاً أن هناك بدائل أخرى، منها مدخل قريب لشارع 6 يمكن استخدامه عوضا عن اقتطاع أراضٍ زراعية شاسعة. وأضاف: "نملك 18 دونماً من الأراضي، جميعها مهددة بالمصادرة بسبب هذا المشروع الذي لا يخدم إلا الاستيطان والتوسع الإسرائيلي".

وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل استمرار مشاريع بنية تحتية تستهدف أراضي الفلسطينيين في الداخل المحتل، من بينها توسيع شارع 6 شمالًا ومخطط سكة القطار، والتي يرى الأهالي أنها جزء من سياسة تضييق الخناق على البلدات العربية لصالح التوسع الاستيطاني.

وأكد مجلس كفر ياسيف المحلي ولجنة متضرري "شارع 855" في بيان مشترك، أن "الأرض المهددة بالمصادرة تشكل احتياطي التطور المستقبلي للبلدة، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه المخططات التي تهدف إلى عرقلة نمو مجتمعاتنا العربية وسلب حقوقنا التاريخية"