استشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب آخرون جراء إطلاق جيش الاحتلال "الإسرائيلي" النار على تجمع لفلسطينيين في دوار الكويت جنوب مدينة غزة، في تصعيد جديد لانتهاكاته لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأطلق جيش الاحتلال النار على فلسطينيين شمالي القطاع بزعم اقترابهم من قواته، مما أدى إلى وقوع إصابات، ويواصل الاحتلال ممارساته رغم مزاعمه بأنه يلتزم بشروط وقف إطلاق النار الذي دخل يوه الثاني والعشرين اليوم الأحد.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الصحة في غزة: إنّ ثمانية شهداء وصلوا إلى المستشفيات في القطاع، بينهم سبعة انتشلت جثامينهم من تحت الأنقاض بالإضافة إلى جريحين جديدين برصاص الاحتلال خلال 24 ساعة.
وبهذا ترتفع حصيلة ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" التي استمرت على قطاع غزة 471 يوماً إلى 48 ألفاً و189 شهيداً، و111 ألفاً و640 جريحاً.
ويأتي ذلك، فيما استكمل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" انسحابه من محور "نتساريم" الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه بعد أكثر من عام وثلاثة أشهر على احتلاله، ما أدى إلى تعطيل كافة أشكال الحياة وأعاق إدخال المساعدات الإنسانية.
وكشفت مشاهد انسحاب جنود الاحتلال من محور "نتساريم" عن مشاهد الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية، والمنازل، والمنشآت الفلسطينية، جراء الإبادة التي ارتكبتها الجيش "الإسرائيلي" على مدار أكثر 15 شهرا.
ومن المتوقع، أن يتم بعد هذا الانسحاب فتح شارع صلاح الدين لتسهّيل عملية وصول الجرحى والمرضى الذين ينبغي أن يسافروا من مدينة غزة عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين إلى مدينة خان يونس جنوبًا، تمهيدًا لنقلهم إلى الخارج.
وهذا ما أكده المكتب الإعلامي الحكومي الذي قال في بيان: إن انسحاب الاحتلال من محور "نتساريم" سيعيد الحركة بين محافظات قطاع غزة، مضيفاً: أن المؤسسات الدولية بدأت تعود تدريجياً إلى شمالي القطاع.
وأوضح الإعلامي الحكومي أنه تم إعادة ترميم مقر وكالة "أونروا" في الشمال لاستئناف عملها الإغاثي، متوقعاً دخول موظفي الوكالة الأممية إلى الشمال مرة أخرى والتمهيد لتدفق موظفي هيئات الإغاثة والتنقل بشكل سهل بالنسبة للأهالي.
في المقابل، أكد الدفاع المدني الفلسطيني في بيان أن الاحتلال لم يلتزم بالبروتوكول الإنساني ولم يصل إلى القطاع سوى عدد قليل جداً من الآليات.
ووصفت حركة حماس انسحاب الاحتلال من محور نتساريم بأنه "يمثّل انتصارًا لإرادة الشعب الفلسطيني وتتويجًا لصمود المقاومة وبطولاتها"، مضيفة: "أن هذا الانسحاب دليل واضح لفشل أهداف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".
وأكدت الحركة أن إتمام هذا الانسحاب وإعادة ربط وسط قطاع غزة بشماله، واستمرار عودة النازحين إلى ديارهم في مناطق شمال القطاع، والمضي في عمليات تبادل الأسرى وتحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، يعكس تصميم الشعب الفلسطيني على التمسك بحقوقه الوطنية.
وشدَّد البيان على أن "هذه التطورات تؤكد عزم المقاومة على إفشال كل مخططات الاحتلال الهادفة إلى تهجير الشعب الفلسطيني",
وقبل نحو أسبوعين، بدأ الجيش "الإسرائيلي" سحب قواته تدريجياً من محور "نتساريم"، وتمكن أكثر من نصف مليون فلسطيني من المهجرين من العودة إلى شمال قطاع غزة من مناطق الجنوب والوسط.
وحسب اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، يتعين في اليوم الـ22 من بدء تنفيذ الاتفاق، أن تنسحب القوات "الإسرائيلية" من وسط غزة، بما في ذلك محور "نتساريم" ودوار الكويت، مع تفكيك المنشآت العسكرية بشكل كامل.