تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي لعدوان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" المستمر على مخيمات شمالي الضفة الغربية والتي أفرغت بشكل شبه كامل من سكانها ضمن سياسة التهجير القسري وعمليات تدمير المنازل والأحياء لجعلها غير صالحة للسكن وتدمير كافة مقومات الحياة.

ووسع جيش الاحتلال عدوان "السور الحديدي" باتجاه الحي الشرقي في مدينة جنين التي تقبع ومخيمها تحت وطأة العدوان "الإسرائيلي" منذ 22 يوماً، ما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة بين مقاومين وجنود الاحتلال.

وفي غضون ذلك، شرعت قوات الاحتلال بتنفيذ العمليات ذاتها داخل الحي الشرقي من تجريف الشوارع والأحياء وتخريب البنية التحتية من شبكات الكهرباء والماء والاعتداء على مركبات الفلسطينيين وممتلكاتهم كما ونشر جنود الاحتلال قناصته في البنايات العالية وعلى أسطح المنازل.

وفي مخيم جنين تستمر عمليات هدم وحرق منازل الفلسطينيين، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة، وفجر الاحتلال منزل الشهيد نصال العامر في المخيم، كما دمر الشارع الواصل لمحطة تنقية المياه في المخيم وأجزاء منها مما يفاقم المعاناة في ظل استمرار انقطاع المياه.

ويترافق ذلك مع دفع جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية مصحوبة بالجرافات إلى مدينة جنين ومحيط المخيم، وسط استمرار حصار مستشفى جنين الحكومي بعد تجريف مدخله والشارع الرئيسي الواصل إليه.

وفي مدينة طولكرم ومخيمها، يدخل العدوان "الإسرائيلي" يومه السادس عشر على التوالي، وقد أحدث العدوان دماراً هائلاً في شوارع وأحياء المخيم عقب عمليات التجريف والتدمير لكل مرافق وشبكات الخدمات الحيوية ضمن حصار مطبق على الأهالي.

ومقابل تواصل الهجمات "الإسرائيلية" على سكان المخيم التي أطلق خلالها الاحتلال الأعيرة النارية العشوائية والقنابل مصحوبة بأصوات الانفجارات، تتصدى المقاومة الفلسطينية بالاشتباك مع جنود الاحتلال ونصب الكمائن لهم.

وأعلنت فصائل المقاومة أنها نفذت عمليات مشتركة ضد القوات "الإسرائيلية" المقتحمة في مخيم نور شمس بطولكرم.

وقالت كتيبة طولكرم - كتائب القسام في بيان لها: "إن المقاومين أوقعوا جنود الاحتلال في كمين بمحور حارة المنشية في مخيم نور شمس".

وأكدت تمكنها برفقة سرايا القدس وشباب الثأر والتحرير من استهداف قوة من المشاة بكمين محكم أعده مجاهدوها ومن ثم تقدمت قوة النجدة إلى مكان المقتلة وأوقعوهم بين قتيل وجريح على حد وصفها.

وفي بيان آخر، ذكرت كتيبة طولكرم في كتائب القسام أن مقاتليها تمكنوا "برفقة سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى من استهداف قوة من المشاة متحصنة داخل منزل في محيط مخيم طولكرم بوابل كثيف من الرصاص محققين إصابات مباشرة".

وبالمقابل يشهد مخيم الفارعة جنوبي مدينة طوباس عدواناً متزامناً منذ نحو عشرة أيام حيث ينتشر جنود الاحتلال بكثافة في شوارع وأحياء مخيم الفارعة مع استمرار عمليات تدمير البنية التحتية وتدمير منازل الفلسطينيين وتهجيرهم قسريًا.

ووثقت مصادر محلية لحظة هدم جيش الاحتلال لمقر اللجنة الشعبية في المخيم وكذلك تفجيره لمنزل يعود لعائلة أبو عطية في حارة السرحان.

وكانت وكالة "أونروا" قد وثقت تهجير نحو 40 ألفاً من سكان مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية محذرة من أن عملية "السور الحديدي" التي تنفذها قوات الاحتلال أدت إلى تفريغ العديد من المخيمات من سكانها مشيرة إلى أن التهجير القسري للتجمعات الفلسطينية يتصاعد بوتيرة مثيرة للقلق.

ووصفت الوكالة الأممية العملية التي استمرت قرابة ثلاثة أسابيع، بأنها الأطول في الضفة الغربية منذ الانتفاضة الثانية، قد بدأت في مخيم جنين، وامتدت إلى مخيمات طولكرم ونور شمس والفارعة للاجئين، وأدت إلى تهجير 40 ألف لاجئ فلسطيني.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد