تزداد معاناة اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري مع تفاقم موجات البرد القارس، وسط غياب واضح لدور العديد من المنظمات الإغاثية العاملة في المنطقة. يأتي ذلك في ظل الحاجة الملحة للمساعدات الشتوية، خاصة وأن معظم العائلات الفلسطينية تعاني فقراً مدقع وظروف معيشية صعبة.

وأفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن المنظمات الإغاثية التي كانت تقدم بعض المعونات الشتوية مثل المازوت والحطب لم تعد توفر هذه الخدمات للعديد من الأسر في الشمال السوري.

وفي الوقت الذي تشهد فيه الأسعار ارتفاعات غير مسبوقة، ويجد اللاجئون الفلسطينيون أنفسهم عاجزين عن تحمل تكاليف التدفئة والمعيشة الأساسية؛ بسبب ضعف الأجور أو انعدامها تماماً.

وأضاف المراسل أن المهجرين الفلسطينيين في الشمال السوري لا يزالون عالقين في دوامة التهجير المستمر، حيث لا توجد لديهم فرص للعودة إلى مخيماتهم السابقة في سوريا، مثل مخيم اليرموك وحندرات، بسبب دمار منازلهم وانعدام الإمكانيات المالية للترميم. هذا الواقع يجعلهم مضطرين للبقاء في ظروف قاسية ومتردية منذ سنوات طويلة.

وتسود حالة من الاستياء العارم بين اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين إلى الشمال السوري، الذين يطالبون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بتقديم مساعدات إغاثية عاجلة بعد سنوات من التهميش والحرمان.

وقال المراسل إن الوكالة كانت قد أعادت تسجيل هؤلاء اللاجئين مؤخراً، بعد حرمانهم من الدعم منذ عام 2018 بحجة أنهم يعيشون في مناطق "يصعب الوصول إليها". ومع سقوط النظام السوري الذي كان يُستخدم كذريعة لهذا الحرمان، لم تقدم "أونروا" أي مساعدات حتى الآن، على الرغم من الحاجة الماسة لها، رغم إعلانها في وقت سابق، استئناف تسجيل اللاجئين الفلسطينيين المهجرين إلى الشمال بعد سقوط النظام السابق.

وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 1600 عائلة فلسطينية تعيش في الشمال السوري، موزعة كما يلي: 700 عائلة في إدلب وأريافها، 500 عائلة في ريف حلب الشمالي، 250 عائلة في مخيم دير بلوط بريف جنديريس، و70 عائلة في مدينة جنديريس.

وتعتمد غالبية هذه العائلات بشكل كامل على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتها الأساسية. ومع غياب فرص العمل، يجد البعض صعوبة في توفير حتى الحد الأدنى من متطلبات الحياة، حيث لا يتجاوز دخل من يجد عملاً منهم مئة دولار أمريكي شهرياً.

وسط هذه الأوضاع المأساوية، يطلق اللاجئون الفلسطينيون نداء استغاثة عاجلاً للمجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة، بما في ذلك "أونروا"، لتقديم الدعم اللازم لتخفيف معاناتهم خلال فصل الشتاء القاسي. ويؤكد اللاجئون أن استمرار غياب المساعدات سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشونها منذ سنوات طويلة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد