تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، اليوم الأربعاء 19 شباط/فبراير، تصعيد عدوانها في الضفة الغربية، حيث دخل العدوان على مدينة جنين ومخيمها شهره الأول مخلفاً 26 شهيداً وعشرات الإصابات، فيما يستمر الحصار على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 24 على التوالي، وسط عمليات هدم وتدمير واسع للبنية التحتية، ونزوح آلاف المواطنين، إضافة إلى حملة اعتقالات طالت العديد من المناطق، بينها بيت لحم والخليل.
مع دخول العدوان "الإسرائيلي" على مخيم جنين شهره الأول، تتكشف يومياً أبعاد الدمار الهائل الذي لحق بمنازل ومحال وممتلكات الفلسطينيين، حيث نزحت آلاف العائلات بفعل الهدم والحرق المتواصل.
وتواصل قوات الاحتلال إغلاق مداخل المخيم بالكامل بالسواتر الترابية، بينما تستمر الجرافات في تدمير البنية التحتية وفتح شوارع جديدة داخل المخيم.
وأفادت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين أن العدوان "الإسرائيلي" أدى إلى تشريد حوالي 3000 عائلة بعد تدمير منازلهم، فيما تحلق الطائرات المسيّرة بشكل مستمر على ارتفاعات منخفضة، وتبث عبر مكبرات الصوت تهديدات بإطلاق النار على السكان إذا لم يُخلوا منازلهم، كما حدث في حي الجابريات القريب من المخيم.
في بلدة ميثلون جنوب جنين، أصيب طفل (16 عاماً) بقنبلة غاز أطلقها جنود الاحتلال خلال اقتحام البلدة واعتقال الشاب محمود الدنوف، كما اعتقلت قوات الاحتلال طفلين وشابين من محيط دوار يحيى عياش بمدينة جنين.
رئيس بلدية جنين محمد جرار وصف العدوان بأنه "تدمير ممنهج" يهدف إلى إفراغ المخيم من سكانه وإيجاد بيئة جديدة تمنع عودة النازحين.
تهجير 90% من سكان مخيم طولكرم
كما تواصل قوات الاحتلال حصارها الخانق على مدينة طولكرم ومخيميها (طولكرم ونور شمس)، حيث دخل العدوان يومه الـ24 على المدينة واليوم الـ11 على مخيم نور شمس.
اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم، كشفت أنّ الاحتلال هجّر و90% من سكان مخيم طولكر، كما رسم خارطة للبيوت التي ينوي هدمها لشق شوارع جديدة في المخيم، ما يهدد معظم المنازل المجاورة للمنازل المستهدفة بالهدم، لطبيعة البناء المتلاصق، مشيراً إلى أنّ قرار الاحتلال فتح شارع وسط المخيم سيتسبب بهدم وتضرر آلاف البيوت.
وشهد المخيم عمليات هدم واسعة، حيث هدمت قوات الاحتلال 50 منزلاً وأحرقت العشرات، بينما بلغ عدد المحال التجارية المدمرة 300 محل، وفق ما أكده رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة.
فيما نزح 11 ألف فلسطيني من أصل 15 ألفاً كانوا يقطنون في المخيم، نتيجة استمرار عمليات الهدم والتخريب للبنية التحتية، والتي أدت إلى انقطاع المياه والكهرباء والاتصالات.
كما داهمت قوات الاحتلال ضاحيتي ذنابة وارتاح واعتقلت عددا من الفلسطينيين، من بينهم: علي أبو زهرة، أيمن ترابي، نائل البنا ونجله يوسف، عبد الرحمن هاني عبد الله، صهيب أبو ليفة.
وشهد المخيم اعتداءً على مركبة مدنية بعد اصطدام آلية عسكرية بها، حيث منع الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إلى المصاب لفترة طويلة.
كما نفذت قوات الاحتلال حملة مداهمات في محافظة بيت لحم، حيث اعتقلت 6 مواطنين بعد مداهمة بلدات مختلفة. ومن بين المعتقلين: إبراهيم علي ذويب، إبراهيم سليمان ذويب، محمد عيد العروج، محمد مصطفى عيسى العروج (أسير محرر)، فيصل حسن العروج، والطفل معين غسان صلاحات (14 عاماً)
وفي قرية حوسان غرب بيت لحم، تمركزت قوات الاحتلال في منطقة المطينة عند المدخل الشرقي، وأطلقت قنابل الصوت والغاز، مهددةً السكان بالقتل عبر مكبرات الصوت إذا غادروا منازلهم.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة الخليل وبلدة بيت أمر، حيث اعتقلت شقيقين وطفلًا بعد مداهمة منازلهم، واعقلت كلّ من رامي جميل أبو مارية (40 عاماً)، تامر جميل أبو مارية (38 عاماً) والطفل حذيفة حسين عبد الله بحر (14 عاماً)
كما استولت على كميات كبيرة من الأسمدة الزراعية من منزل الفلسطيني جميل عامر أبو مارية. وشهدت المدينة نصب حواجز عسكرية في مداخلها الرئيسية، وعمليات تفتيش وعبث بمحتويات المنازل التابعة لعائلات الجعبري وجابر والتميمي.