واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه الواسع على الضفة الغربية، حيث استشهد ثلاثة فلسطينيين في مخيم الفارعة، بعد، واعتُقل آخران، مساء الأربعاء، خلال اقتحام وحصار منزل في المخيم الواقع جنوب طوباس. يأتي ذلك في ظل استمرار التصعيد "الإسرائيلي" في طولكرم وجنين والخليل، وسط عمليات هدم للمنازل واعتقالات واسعة، وتشريد مئات العائلات.
في مخيم الفارعة، اقتحمت قوات خاصة "إسرائيلية" أحد المنازل، قبل أن تدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة من حاجز الحمرا العسكري باتجاه المخيم. وقام جيش الاحتلال بمحاصرة المنزل لساعات، قبل استهدافه بالقذائف والرصاص، مما أسفر عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين، وهم كل من يوسف التايه ويوسف الأسمر ومحمد البرية. وفق مصادر محليّة.
ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية "وفا" أن الاحتلال اختطف جثامين الشهداء الثلاثة، بينما عثرت طواقم الإسعاف، التي دخلت المنزل بعد انسحاب القوات، على أشلاء وآثار دماء داخله. في الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال شابين من نادٍ رياضي قريب من المنزل المستهدف، وهما أحمد نبيل صبح وحكم محمد الخطيب.
تواصل العدوان على طولكرم: حصار وهدم واعتقالات ونزوح جماعي
ويدخل اليوم الخميس 20 شباط/ فبراير، العدوان "الإسرائيلي" على مدينة طولكرم ومخيمها يومه الـ25 على التوالي، واليوم الـ12 على مخيم نور شمس، حيث تشهد المنطقة اقتحامات مستمرة، وسط تعزيزات عسكرية ضخمة.
انتشرت قوات الاحتلال بشكل مكثف في الأحياء الشرقية والشمالية للمدينة، وأقامت حواجز عسكرية في محيط دوار اليونس ومفرق أبو صفية وشارع نابلس، حيث أخضعت المركبات والمواطنين لعمليات تفتيش دقيقة، واعتدت على الشبان بوحشية.
في مخيم طولكرم، تتواصل عمليات الهدم واسعة النطاق، ضمن مخطط "إسرائيلي" لهدم 14 منزلاً، بدعوى فتح شارع يمتد من منطقة الوكالة إلى حارة البلاونة.
وأكدت اللجنة الشعبية لخدمات المخيم أن 50 منزلاً دُمرت بالكامل، مما أدى إلى نزوح 90% من سكان المخيم قسرياً.
وأحرقت قوات الاحتلال منازل عدة، ما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان في سماء المخيم، بينما تضررت منازل أخرى نتيجة طبيعة البناء المتلاصق، ما يهدد بهدم آلاف الوحدات السكنية مستقبلاً. كما تعاني البنية التحتية من دمار واسع، حيث تعرضت شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي للانهيار.
جنين: شهر من العدوان المتواصل ودمار واسع
كما يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" هجماته على جنين ومخيمها لليوم الـ31 على التوالي، حيث بلغ عدد الشهداء 26، إضافة إلى عشرات الجرحى والمعتقلين، بينما تشهد المنطقة تدميراً واسعاً للممتلكات والبنية التحتية، ونزوحاً قسرياً لآلاف المواطنين.
أصيبَت سيدة برصاص الاحتلال في الصدر والبطن قرب دوار العودة، في حين اعتُقل طفل وشاب أثناء محاولتهما دخول المخيم لتفقُّد منازلهما.
في تطور خطير، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة، بما في ذلك جرافات وصهاريج وقود، كما استقدمت خزانات مياه وغرفاً صغيرة للاتصالات، ما يشير إلى نية الاحتلال إطالة أمد الحصار.
تواصلت عمليات الهدم، حيث دُمِّر أكثر من 120 منزلاً في مخيم جنين، بينما تعاني مستشفيات المدينة شحًّا شديدًا في المياه، بعد استهداف خطوط المياه، مما أثر على 35% من السكان.
وفي سلفيت، فجّرت قوات الاحتلال، صباح الخميس، منزلاً مكوناً من ثلاثة طوابق يعود لعائلة رزق عودة، بعدما حاصرته طوال الليل وزرعت داخله المتفجرات.
في الخليل، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت عشرة فلسطينيين، بينهم أسرى محررون وامرأة. كما أغلقت مداخل المدينة، وشددت إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة والمخيمات.
وفي نابلس، اعتقل الاحتلال ستة فلسطينيين من مناطق متفرقة، بعد مداهمات عنيفة في مخيم عسكر وبلدتي بيت إيبا وبيت وزن.
أما في بيت لحم، فقد اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الخضر، واعتقلت ستة مواطنين، بينهم مسنون وشبان، كما داهمت مخيم الدهيشة وعبثت بمحتويات عدة منازل.