تشهد مناطق مختلفة في الضفة الغربية المحتلة اليوم الأربعاء 26 شباط/ فبراير، تصعيداً خطيراً في الانتهاكات "الإسرائيلية"، حيث استمر العدوان "الإسرائيلي" على مدن طولكرم ومخيماتها لليوم الحادي والثلاثين على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الثامن عشر، وشهدت مدن ومخيمات عدة عمليات اقتحام واعتقالات، إلى جانب تنفيذ أوامر هدم جديدة، في سياق تصعيد عسكري مستمر. وتركزت الاعتداءات بشكل خاص في مخيمي طولكرم ونور شمس، اللذين يرزحان تحت حصار خانق منذ أسابيع، فيما طالت عمليات الاعتقال والاحتجاز عشرات المواطنين في الخليل وبيت لحم ورام الله.
وبدأت 11 عائلة فلسطينية في مخيم نور شمس شرق طولكرم بإخلاء منازلها صباح اليوم، عقب تلقيها أوامر هدم من قوات الاحتلال.
وأكدت الناشطة نهاية الجندي أن العائلات المتضررة كانت قد نزحت سابقاً منذ بداية العدوان "الإسرائيلي"، مشيرة إلى أن هناك مخاوف من امتداد الهدم إلى منازل مجاورة.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، تسعى قوات الاحتلال إلى شق طريق يمتد من ساحة المخيم باتجاه حارة المنشية، وهو ما اعتبره السكان جزءًا من سياسة تهجير ممنهجة. ووفقاً للهلال الأحمر الفلسطيني، فقد عملت طواقمه على مساعدة الأهالي في الإخلاء وتقديم الدعم لهم.
كما تواصل قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ 31 على التوالي، حيث قامت جرافاتها خلال الأيام الماضية بهدم أكثر من 26 بناية في مخيم طولكرم، وتسويتها بالأرض، ضمن مخطط استيطاني مزعوم.
كما اقتحمت قوات الاحتلال عدة منازل في مخيم نور شمس، خصوصاً في حارة جبل الصالحين، وأجبرت ثلاث عائلات على مغادرتها تحت تهديد السلاح، بذريعة تحويل المنطقة إلى ممر لعبور الدبابات.
في الوقت نفسه، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية جديدة عبر حاجز "نيتساني عوز" غرب طولكرم، حيث أقامت ثكنات عسكرية في مبانٍ سكنية مقابل مخيم طولكرم. كما واصلت تدمير البنية التحتية للمخيمات، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه وخدمات الصرف الصحي، وتسبب في نزوح آلاف الفلسطينيين.
وفي ظل استمرار الحصار على مخيمي طولكرم ونور شمس، يواجه السكان أوضاعاً إنسانية قاسية، مع نقص حاد في المواد الغذائية والمياه والأدوية. وتواصل قوات الاحتلال إغلاق حاجز جبارة جنوب طولكرم لليوم الـ 19، ما أدى إلى عزل المدينة عن القرى المجاورة، وسط تزايد المناشدات الإنسانية لتأمين احتياجات السكان الأساسية، وخاصة للأطفال الذين يُمنعون من الوصول إلى التطعيمات اللازمة.
وفي الخليل، نفذت قوات الاحتلال حملة مداهمات عنيفة في بلدتي دورا وبيت كاحل، حيث احتجزت عشرات المواطنين واعتدت عليهم بالضرب، قبل التحقيق معهم ميدانياً، وما زالت قوات الاحتلال تحتجز عدداً من المعتقلين حتى اللحظة. بحسب مصادر محليّة.
وفي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال الفلسطينيين أكرم محمد أبو لوحة (50 عامًا) وسعد محمد رشايدة، بعد اقتحام منزليهما وتفتيشهما. كما اقتحمت مخيم عايدة وداهمت منزل رأفت دوريش وعبثت بمحتوياته.
أما في رام الله، فقد اعتقلت قوات الاحتلال الفلسطينيين محمد صبري وعبد الله موفق سحويل من بلدة عبوين، بعد اقتحام منزليهما وتفتيشهما، إضافة إلى مداهمة عدة منازل في بلدات عبوين وعارورة ودير دبوان وقرية عجول.