فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
مع بداية العام الجديد، استمرت الأزمات بين اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بما يفوق الحديث عن أزمة مالية أو تمويلية لدى الوكالة، إذ وصل الأمر اليوم إلى تعليمات وإجراءات تتعلق بـ "حيادية" الوكالة وسياستها، بما يمس تاريخ فلسطين وترسيخ وجود الاحتلال.
كانت آخر الاحتجاجات، على قرار دائرة التعليم في الوكالة بإجراء تغييرات في المناهج الدراسية الفلسطينية الجديدة، تمس حقائق وتاريخ فلسطين والهوية الفلسطينية بادّعاء الحياد، وذلك من خلال إقامة دورات تدريبية للمعلمين في مدارسها بمختلف مناطق عملها، لإدراج تلك التعديلات خلال العملية التعليمية، إلا أنّ اتحاد العاملين في "أونروا" منع انعقاد تلك التدريبات.
تبع ذلك تنديداً وتحذيراً من القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، من مغبّة الاستمرار في هذا الطريق، مشددةً على أنها ستقوم بخطوات مدروسة لمواجهة ذلك، كما حذّرت من التعامل مع الموظفين على أساس التوجهات السياسية، في إشارة لما تعرّض له رئيس اتحاد العاملين لدى "أونروا" سهيل الهندي بزعم مشاركته في انتخابات المكتب السياسي لحركة حماس، ودعت القوى كذلك في بيانها الوكالة إلى عدم الخضوع إلى ضغوط الاحتلال.
كما نظّمت "المبادرة الشبابية للدفاع عن المخيم" اعتصاماً، ظهر الثلاثاء 21 آذار، أمام مكتب الخدمات والإغاثة الاجتماعية في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، احتجاجاً على المماطلة في ملف الإعمار وتقليص المساعدات، وهي أزمات سابقة لم يتم حلها، ومشكلة التعديل على المناهج التعليمية.
وكانت المبادرة قد نظّمت خلال كانون الثاني الماضي احتجاجات على مماطلة الوكالة في ملف الإعمار، وقطع المساعدات الطارئة والتعويضات المالية لأصحاب البيوت المهدمّة والإيجار.
وأكّدت المبادرة في بيان صدر عنها، أنّ الوكالة كانت ولا تزال تتماشى مع المشروع الصهيوني عبر السياسة الممنهجة للتقليصات والانسحاب تدريجياً، من أجل القضاء على حق العودة وفق سياسة تقليص الخدمات الإغاثية والتشغيلية والتعليمية والصحية، على الرغم من الشكل الوهمي غير المكتمل في تقديم خدماتها، متذرعةً منذ السابق وحتى اليوم بعجز ميزانيتها، إلا أن القرارات وصلت اليوم لطمس الثوابت وترسيخ وجود الاحتلال في مناهجها، بدءً من الصف الأول الابتدائي حتى الرابع الابتدائي.
بناءً على ما سبق، أكّدت المبادرة على استئناف الفعاليات التي تم تجميدها، بناءً على وعود من محافظ "الأونروا" بالمحافظة الوسطى، محمد الرياطي، وذلك في لقاء جمع شباب المبادرة به وبمديري الوكالة، لمناقشة عدة مطالب تتعلق بوقف سياسة التقليصات وإعادة الإعمار، إلا أن اللقاءات كانت تسويفية.
كما طالبت بالإسراع في رفع سقف الخدمات، التي تعتبر حق مشروع لكل اللاجئين في كافة المجالات، خاصةً في ظل الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني اليوم.
ودعت المبادرة الفلسطينيين من خلال "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، للمشاركة في الفعاليات، التي بدأت بالاعتصام أمام مكتب الخدمات والإغاثة الاجتماعية في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، والخطوة القادمة سيتم الإعلان عن موعدها لاحقاً، وتتمثل بإغلاق مقر المحافظ حتى إشعارٍ آخر لحين تنفيذ المطالب السابقة.
في بيانها، نوّهت المبادرة كذلك على أن الخطوات التصعيدية الحالية جاءت بعد انتهاء الجلسات الحوارية المطلبية والخروج ببيانات والتحرك بوقفات احتجاجية دون تحقيق الأهداف المرجوة
يُشار إلى أنّ التغييرات التي وردت في النشرات الخاصة المرسلة من الرئاسة العامة للوكالة في العاصمة الأردنية عمّان إلى المقر الإقليمي في قطاع غزة، قد شملت (58) تعديلاً ما بين الحذف والتعديل، في مساقات "التربية الإسلامية، الرياضيات، التنشئة الوطنية، اللغة العربية"، وتركزت على "العنف، الجندر، إلغاء ذكر القضايا السياسية المتعلقة بالثوابت الفلسطينية.
كما تحدثت التعديلات حول مدينة القدس كعاصمة لدولة فلسطين، وحذف كل ما يتعلق بممارسات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، كالجدار الفاصل والاستيطان وهدم المنازل والاعتقالات وما يتعلق بالأسرى والتراث الفلسطيني وغير ذلك.