شيّع مئات اللاجئين الفلسطينيين في مخيم نهر البارد شمالي لبنان، اليوم الإربعاء 26 شباط/ فبراير الشهيد الشاب شوكت عماد عبدالعال والذي ارتقى خلال التصدي للعدوان "الإسرائيلي" على لبنان، حيث عُثر على جثمانه يوم أمس الأول بعدما كان في عداد المفقودين لأكثر من ثلاثة أشهر.
وكان أهالي المخيم قد استقبلوا جثمان الشهيد مساء أمس الثلاثاء أمس برش الأرز والورود والزغاريد، مردّدين الهتافات الداعمة للمقاومة كسبيل لتحرير فلسطين، والتحام مصير الفلسطينيين في الشتات مع أهلهم داخل فلسطين، ومن ثم توجهوا إلى منزل أهل الشهيد لتقديم التهاني والتبريكات لذويه باستشهاده.
ووسط حالة الحداد وإقفال المدارس، بدأت مراسم التشييع اليوم بعد صلاة العصر في مسجد القدس داخل المخيم، وانطلق المشيّعون حاملين نعش الشهيد مغطى بعلمي فلسطين والجبهة الشعبية إلى مثواه الأخير في مقبرة خالد بن الوليد ، حيث وُوري الثرى وسط أجواء مشحونة بمشاعر الحزن.
وقال نائب مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان فتحي أبو علي لبوابة اللاجئين الفلسطينيين خلال التشييع: "ليس بغريب علينا في الجبهة الشعبية أن نقدم الشهيد تلو الشهيد وأن نودع شهيداً تلو الآخر خلال المسيرة النضالية لتحرير فلسطين".
وأضاف: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اليوم، في مخيم نهر البارد تشيع الشهيد شوكت عماد عبدالعال ، من مخيم نهر البارد الذي ارتقى شهيداً بالدفاع عن عروبة لبنان وبالدفاع عن شعبنا الفلسطيني واللبناني جنوبي لبنان.
وأوضح ابو علي أن الشهيد عماد شوكت عبدالعال ابن مخيم نهر البارد، كان ضمن قافلة طويلة قدمتها الجبهة الشعبية من الشهداء في عدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأشار إلى وجود ثلاثة مقاتلين من الجبهة الشعبية ما يزالوا مفقودي الأثر بعد مشاركتهم في معارك التضدي للاحتلال "الإسرائيلي" على الحدود الفلسطينية – اللبنانية خلال العدوان الأخير الذي استمر من 23 أيلول/ سبتمبر إلى 26 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضيين، اثنان من أبناء مخيم نهر البارد وآخر من سكان بيروت، معبراً عن أمنياته بأن يعودوا سالمين بإذن الله، وتابع: "نحاول ونبذل قصار جهدنا لمعرفة مصير هؤلاء الرفاق ويكونو بيننا أحياء نحتفل معهم في النصر والعودة إلى فلسطين كل فلسطين".
الجدير بالذكر أن عدداً من الشبان الفلسطينيين المنضوين في الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية في لبنان لا يزالون في عداد المفقودين، بعد مشاركتهم في المعارك ضد الاحتلال "الإسرائيلي" جنوبي لبنان. وقد تم العثور على عدد من جثامين الشهداء في أوقات سابقة، وجرى تشييعهم في مخيمات البداوي، نهر البارد، الرشيدية، وعين الحلوة.
وبارتقاء الشاب شوكت عبدالعال، يرتفع عدد شهداء مخيم نهر البارد الذين ارتقوا خلال العدوان "الإسرائيلي" الأخير على لبنان إلى ثمانية شهداء، وهم: علي عزام، إضاء كريَم، رواد كريَم، محمد الرنتيسي، إلى جانب القيادي نضال عبد العال، وعماد عودة، وعبد الرحمن عبد العال الذين استُشهدوا في عملية اغتيال نفذها الاحتلال في بيروت، أيلول/سبتمبر الماضي.