أكدت دائرة اللاجئين ووكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين – إقليم الضفة الغربية، أن الصمت الدولي تجاه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" في مخيمات الضفة يمثل دعماً مجانياً لهذا العدوان، ويفتح الباب أمام مخططات التهجير والضم والاستيطان.
وشددت الدائرة خلال اجتماع عقد الثلاثاء، على إرادة الشعب الفلسطيني في الصمود والبقاء رغم محاولات الاقتلاع والتهجير، التي تعد جزءاً من مخطط أوسع يستهدف تقويض المشروع الوطني الفلسطيني.
وأكدت الدائرة أن المخيمات الفلسطينية ستظل قائمة كمحطات انتظار مؤقتة، ما دام حق العودة لم ينفذ.
وأوضحت الدائرة أن الاحتلال يسوّق عدوانه على المخيمات تحت ذريعة "ملاحقة بؤر المقاومة"، في حين أن جوهر المخطط يكمن في إعادة هندسة الجغرافيا والواقع السكاني، بهدف القضاء على حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية.
ولفتت إلى أن هذه المخططات ظهرت بجلاء من خلال الإجراءات "الإسرائيلية" المتصاعدة، والتي بدأت بسنّ قوانين للتضييق على وكالة "أونروا" ووقف التعاون معها، ومنعها من أداء عملها في القدس الشرقية بحجة أنها "أرض سيادة إسرائيلية".
وكشفت الدائرة أن الاحتلال يترجم نواياه عملياً من خلال استمرار انتشار قواته في الضفة، وزجّ المزيد من الكتائب العسكرية والدبابات، ومنع آلاف النازحين من المخيمات الثلاثة في جنين وطولكرم من العودة إلى منازلهم حتى نهاية العام الجاري.
كما أكدت أن ما يجري من تدمير واسع للبنية التحتية، وهدم مئات المنازل والمنشآت السكنية والتجارية، يشير إلى مخطط استراتيجي يستهدف المخيمات، ويمهد لامتداد الحملة إلى باقي مخيمات الضفة التي تتعرض لاقتحامات مستمرة دون مبرر.
وخلال الاجتماع، استعرضت الدائرة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يواجهها نحو 10,000 أسرة، تضم أكثر من 40,000 فرد، هُجِّرُوا قسراً أو اضطروا للنزوح خوفاً على حياتهم. وبيّنت أن هؤلاء النازحين يعانون من أوضاع إنسانية متفاقمة، تشمل فقدان المأوى، والحاجة الملحة للمساعدات الإغاثية، وانقطاع المياه الصالحة للشرب، إضافة إلى حرمان آلاف الطلبة من التعليم، وغياب الرعاية الطبية، لا سيما للأطفال وكبار السن ومرضى الحالات المزمنة.
وأكدت الدائرة أن استمرار الأزمة في ظل غياب خطة ممنهجة لمواجهتها يزيد معاناة النازحين، مشيرة إلى أن العبء الأكبر في عمليات الإغاثة لا يزال يقع على الجهود الشعبية، في حين ينبغي على السلطة الفلسطينية ومؤسساتها، ووكالة "أونروا" والمنظمات الدولية مثل برنامج الغذاء العالمي واليونيسيف، التدخل العاجل لتوفير الاحتياجات الأساسية، والضغط من أجل وقف العدوان وإعادة النازحين إلى منازلهم.
وثمّن الاجتماع الدور الميداني الذي يضطلع به أعضاء الدائرة في تقديم المساعدات، والتعاون مع المؤسسات العاملة في مواقع النزوح.
واختتمت الدائرة بيانها بالتأكيد على أن صمت المجتمع الدولي، وتبني الرواية "الإسرائيلية" التي تزعم "الدفاع عن النفس"، يشجع الاحتلال على الاستمرار في عدوانه ضد الشعب الفلسطيني.
كما حملت الإدارة الأمريكية مسؤولية مباشرة في الجرائم "الإسرائيلية"، من خلال دعمها المالي والعسكري للاحتلال، وصمتها عن الانتهاكات المستمرة، مستشهدة بتصريح غامض للرئيس الأمريكي، حين سُئل عن عملية الضم، فأجاب: "الأمر سوف ينجح".