يستمر العدوان "الإسرائيلي" على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية في طولكرم وجنين منذ ما يزيد عن 39 يوماً على التوالي، وما يزال الاحتلال يعزز من وجوده العسكري داخل تلك المخيمات باستقدام المزيد من التعزيزات العسكرية التي تطبق الحصار الخانق على الأهالي الذين أصبحوا نازحين في قرى وبلدات على مقربة من مخيماتهم.

وشهدت مدينة طولكرم تعزيزات عسكرية جديدة قدمت منذ الليلة الماضية وتمركزت داخل مخيمات المدينة في طولكرم ونور شمس في الوقت الذي ما زالت تستولي على مباني سكنية في أحياء عدة وتحولها لثكنات عسكرية وتنشر القناصة داخلها.

وواصلت قوات الاحتلال إلحاق الدمار بالشوارع والأبنية والمحال التجارية والبنية التحتية بشكل عام لسائر مرافق المخيم عبر استمرار عمليات التجريف والهدم خلال العدوان المتواصل الذي تسبب تدمير26 بناء سكنياً في مخيم طولكرم.

ويواجه مخيم نور شمس هو الآخر مخاطر عمليات الهدم التي سوف ينفذها جيش الاحتلال عقب إعلانه عن نيته هدم 11 منزلاً في الأيام القادمة فيما يستمر بإحداث الأضرار الجسيمة في المباني والمرافق المحيطة بها.

ومنذ بدء العدوان على مدينة طولكرم ومخيماتها نزح نحو 12 ألف فلسطيني من مخيم طولكرم وأكثر من 5000 آخرين من مخيم نور شمس، عقب أن أجبرتهم قوات على مغادرة منازلهم قسراً وتحت تهديد السلاح، فيما بلغت حصيلة الشهداء 13 شخصاً من بينهم طفل وسيدتان إحداهما حامل في الشهر الثامن.

وتقبع مدينة جنين ومخيمها تحت وطأة الهجمات "الإسرائيلية" المستمرة ضمن عملية "السور الحديدي" والتي تصاعدت حدتها حينما أدخل الاحتلال دباباته العسكرية إلى المدينة لأول مرة منذ عام 2002 التي باتت تستهدف الفلسطينيين بشكل مباشر.

وبالأمس وقعت إصابات في صفوف الفلسطينيين منها لطبيب وسيدة برصاص الاحتلال خلال محاولتها الوصول إلى منزلها ونقل أغراض خاصه منه ولم تتمكن طواقم الإسعاف من نقل المصابين عقب استهدافهم من قبل قوات الاحتلال.

وعلاوة عليه أصبحت تحركات السكان في مدينة جنين ومخيمها مرهونة بالوجود "الإسرائيلي" في المكان والذي يطلق النيران على أي شيء متحرك، حيث تتنقل الدبابات في أطراف مخيم جنين وفي عدة أحياء منه مع تواصل عمليات الاعتقال للفلسطينيين.

ويستمر انقطاع الكهرباء والماء وسائر الخدمات الحيوية عن المخيم كما يحاول الاحتلال تغيير جغرافية ومعالم المخيم من خلال فتح طرق جديدة داخله وإغلاق طرق أخرى، في وقت يواصل فيه الاحتلال عمليات حفر داخل المخيم تصل إلى عمق 3 أمتار.

وبلغت حصيلة شهداء العدوان "الإسرائيلي" على مدينة جنين ومخيمها 27 شهيداً وعشرات الإصابات، وسط دمار واسع في البنية التحتية والممتلكات وهدم عشرات المنازل فضلاَ عن الخسائر المادية التي قدرت بالملايين.