وكالة "أونروا" في لبنان توقف موظفاً آخر عن العمل بحجة "سياسة الحيادية"

الأحد 09 مارس 2025
الموظف في "أونروا" - محمد ميعاري
الموظف في "أونروا" - محمد ميعاري

فأجات إدارة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان الموظف لديها في قسم الإعلام بالشمال محمد ميعاري ابن مخيم البداوي بتوقيفه عن العمل بمشروع (العمل مقابل المال) قبل 40 يوماً من انتهاء عقده.

‏ومشروع (العمل مقابل المال) هو مشروع مدعوم من الاتحاد الاوروبي ومن ألمانيا خصيصاً يستفيد منه الشباب والشابات الفلسطينية لعمر يترواح بين 20-28 سنة، في أيام محدودة بين 40 و60 يوماً.

وشرح الموظف الموقوف عن العمل محمد ميعاري لبوابة اللاجئين الفلسطينيين قضيته بالتوضيح أنه قدّم طلباً للعمل في المشروع مثل كل الخريجين، وتم قبوله بالوظيفة، ولكن تم توقيفة "بطريقة غريبة" قبل انتهاء مدة المشروع بـ 40 يوماً بحجة "خرقه للحيادية"، بعد مشاركته في الموتمر الوطني الفلسطيني الذي انعقد الشهر الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، ككثير من اللاجئين الفلسطينيين.

وقال ميعاري: إنه خلال وجوده في قطر للمشاركة في المؤتمر تلقى اتصالاً على "الواتس اب "من مسؤول الإعلام في وكالة "أونروا" بلبنان فادي الطيار أخبره فيه أنه موقوف عن العمل، وقال له: "أكمل إجازتك ولا تعد قبل أن يتم النظر بوضعك".

يضيف ميعاري: إن أسلوب الطيار معه "غير قانوني" وفصله عن العمل لم يتم عبر بريد الكتروني رسمي من إدارة "أونروا" مشيراً إلى أنه أبلغ الطيار "أنه لا يملك الحق بالاتصال به الواتس أب وإذا ما أراد إبلاغه بشيء فهذا يجب أن يتم عن طريق المسؤول المباشر".

وتابع: أن "الطريقة التي تكلم بها الطيار كانت مخالفة للقانون ولكل البرتوكولات حيث أخبرني وبكل برود أعصاب أن أمدد إجازتي لمدة اسبوع، وأننا سوف نضعك في الدورة القادمة، إذا ما سمح الوضع بذلك، وعندما أخبرته أن الجهة الوحيدة القادرة على توقيفي (KFW) ليجيبني أن الأونروا ليست بحاجة لموظف".

ويرى ميعاري أن الإيقاف الذي تعرض له "يأتي ضمن سياسة تكميم الأفواه التي تفرضها الأونروا على الموظفين الفلسطينيين الذين يعملون في أروقتها ومؤسساتها ونحن نرفض ساسية الحيادية"، متهماً الوكالة بأنها هي من تخرق نظام الحيادية وازدواجية المعايير .

وعبّر الموظف الفلسطيني أن مشاركته في المؤتمر الوطني في قطر كان لها السبب المباشر في إيقافه، قائلاً: إنها تمت بعد كلمة  تحدث فيها عن مشاركة أبناء الشتات في معركة طوفان الاقصى، وقال بالحرف: إن المخيمات لا زالت تقدم الشهداء وآخرهم القائد محمد شاهين ولم يذكر حينها أي كلمة عن كتائب القسام او حركة حماس.

محمد ميعاري - المؤتمر الوطني الفلسطيني.jpeg

واستنكر ميعاري سياسة "أونروا" تجاه الموظفين، متسائلاً: ألا يستطيع اللاجئ الفلسطيني أن يتحدث بشيء وطني حينما يكون موظفاً في الوكالة؟ على الفور تقوم الوكالة بإيقافه عن العمل "هذه كارثة حقيقية حلت على اللاجئين، وصرت أخاف في يوم من الايام أن لا يتم استقبالي أنا وأولادي بعيادات الوكالة"، واصفاً الأمر بـ "المهزلة".

ودعا ميعاري اللاجئين الفلسطينيين إلى عدم الخوف والدفاع عن حقوقهم وانتزاعها وألا يقبلوا بهذه السياسات، بل يحاولوا تغييرها "على خطى الشهيد فتح شريف الذي رفض كل الإغراءات والتقديمات حتى يتنارل عن موقفه وما تنازل ابداً"، مضيفاً: "لن نكون أبداً أدوات بيد الاحتلال الصهيوني".

ويواجه العاملون الفلسطينيون في وكالة "أونروا" خلال السنوات الأخيرة قوانين صارمة تضعها الوكالة عليهم، من أجل إبقائهم في وظائفهم تتعلق بمنعهم من التعبير عن انتمائهم الوطني أو التضامن مع أهلهم في فلسطين ضد الجرائم "الإسرائيلية"، وقد تم توقيف عدد كبير من الموظفين، وأكثرهم معلمون في مدارس "أونروا"، عن العمل على خلفية تصريحات أو منشورات أو نشاطات طبيعية يقوم بها أي فلسطيني، بحجة "مخالفة سياسة الحيادية"، أبرزهم الشهيد فتح الشريف الذي ارتقى خلال العدوان "الإسرائيلي" على لبنان في عملية اغتيال ارتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بحقه وحق زوجته وابنه وابنته، بعدما كانت الوكالة قد أوقفته عن العمل وهو كان رئيس اتحاد المعلمين فيها ومدير ثانوية دير ياسين في مخيم البص وله باع طويل في تنشئة وتربية أجيال فلسطينية، فقط لمشاركته في حملات الإغاثة للفلسطينيين المكلومين بقطاع غزة جراء حرب الإبادة "الإسرائيلية".

ولا يزال الاحتجاج متصاعداً في لبنان، بسبب إيقاف خمسة معلمين في مدارس "أونروا" عن العمل على خلفية نشاطات تضامنية مع غزة وفلسطين.

شاهد/ي أيضاً

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد