طلب الناشط الفلسطيني المعتقل في الولايات المتحدة والمهدد بالترحيل، محمود خليل، من محكمة اتحادية منع جامعة كولومبيا من تسليم السجلات التأديبية للطلاب المشاركين في الاحتجاجات المناهضة للحرب على غزة إلى لجنة تابعة لمجلس النواب الأمريكي يقودها الجمهوريون.
كما قدم محامو خليل طلباً لإطلاق سراحه من مركز احتجاز المهاجرين في لويزيانا، مؤكدين أن إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب تستهدفه بالاعتقال والترحيل بسبب نشاطه السياسي، في انتهاك واضح لحقه في حرية التعبير الذي يكفله التعديل الأول للدستور الأمريكي.
واعتُقل خليل، وهو فلسطيني يحمل إقامة دائمة قانونية في الولايات المتحدة، يوم السبت الماضي في نيويورك، في خطوة أثارت غضب المدافعين عن الحقوق المدنية. وتزامن ذلك مع تحركات قانونية قام بها خليل وسبعة طلاب من جامعة كولومبيا، حيث رفعوا دعوى أمام محكمة اتحادية في مانهاتن لمنع الجامعة من الامتثال لطلب لجنة التعليم والقوى العاملة بمجلس النواب بشأن سجلاتهم التأديبية.
وأشار المدعون إلى أن الطلب ينتهك التعديل الأول وحقوق الخصوصية التي يكفلها قانون حقوق الأسرة التعليمية والخصوصية، الذي ينظم كيفية تعامل الجامعات مع بيانات الطلاب. ولم تعلّق جامعة كولومبيا على القضية، كما لم يصدر ردّ من اللجنة المعنية في مجلس النواب.
وفي سياق متصل، شهدت نيويورك، أمس الخميس، احتجاجات واسعة تضامناً مع خليل، حيث اقتحم نحو 200 ناشط من منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" برج ترامب في مانهاتن. وارتدى المحتجون قمصاناً حمراء تحمل شعاراً مستوحى من حملة ترامب"لنجعل أمريكا عظيمة من جديد"، ورفعوا لافتات تدعو إلى إطلاق سراح خليل وتندد بسياسات الإدارة الأمريكية.
وهتف المتظاهرون بشعارات من قبيل "حاربوا النازيين وليس الطلاب"، قبل أن تتدخل الشرطة لاعتقالهم.
وجاءت هذه الاحتجاجات في أعقاب إعلان الإدارة الأمريكية إلغاء مساعدات مالية لجامعة كولومبيا بقيمة 400 مليون دولار، ضمن سلسلة إجراءات عقابية ضد المؤسسات التعليمية التي لا تتخذ، وفق مزاعم الإدارة، إجراءات صارمة ضد المظاهرات المؤيدة لفلسطين، بحجة مكافحة معاداة السامية.
وفي وقت سابق، وجّه 14 نائباً أمريكياً، الأربعاء الماضي، رسالة إلى وزيرة الأمن الداخلي يطالبون فيها بالإفراج الفوري عن خليل، محذرين من أن اعتقاله دون إجراءات قانونية واضحة يمثل انتهاكاً خطيراً للحقوق المدنية.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع في يناير/كانون الثاني الماضي أمراً تنفيذياً يسمح بترحيل الطلاب المشاركين في الاحتجاجات الداعمة لفلسطين، ما أثار انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوقية داخل الولايات المتحدة وخارجها.
ويعود أصل محمود خليل إلى مخيم خان الشيح بريف دمشق، ويشغل منصب المتحدث باسم حركة طلاب جامعة كولومبيا المناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة. وجاء اعتقاله بعد إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عن خطط لترحيل الطلاب الذين يشاركون في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، والتي شهدتها الجامعات الأمريكية بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
محكمة في نيويورك توقف قرار ترحيل الناشط الفلسطيني محمود خليل من أبناء مخيم خان الشيح وسط مظاهرات احتجاجية تطالب بالإفراج عنه قابلتها الشرطة بالقمع pic.twitter.com/Y0jiIpylSG
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) March 11, 2025