قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" "فيليب لازاريني": إن انهيار وكالة (أونروا) بسبب حملة التضليل الشرسة، والتشريع الذي أقره الكنيست، وتعليق التمويل من قبل المانحين الرئيسيين، سيكون له عواقب وخيمة".
وأكد لازاريني في مؤتمر صحفي بجنيف أن هذا القرار من شأنه أن يخلق فراغاً خطيراً في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسيلقي بظلاله على اللاجئين الفلسطينيين في الشتات داخل الأردن ولبنان وسوريا.
وقال "لازاريني": "إن تفكيك الأونروا بشكل مفاجئ لن يؤدي إلا إلى تعميق معاناة اللاجئين الفلسطينيين، ولكنه لن يلغي وضعهم كلاجئين".
وشدد على أن بدلاً من ذلك يمكن دعم "أونروا" لإكمال ولايتها تدريجياً في إطار عملية سياسية تؤدي إلى تمكين المؤسسات الفلسطينية وتجهيزها ضمن ما وصفه بحل الدولتين".
وحذر لازاريني من أن السماح للوكالة بالانهيار بسبب حملة التضليل "الإسرائيلية" الشرسة التي تقودها سلطات الاحتلال والتشريعات التي أقرها ما يسمى بـ "الكنيست" وتعليق التمويل من قبل الجهات المانحة الرئيسية، سيقود لفراغ خطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويؤدي لخلق تداعيات عبر الأردن ولبنان وسوريا.
وسلط "لازاريني" الضوء على إسكات سلطات الاحتلال عدد من المنظمات غير الحكومية الدولية، لافناً إلى أن هناك جهداً أكبر وأكثر تضافرًا في "إسرائيل" لتقويض أو تقييد عمليات المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية من خلال التدابير التشريعية.
كما تحدث عن التحديات الخطيرة التي واجهتها الوكالة الأممية منذ دخول تشريع البرلمان "الإسرائيلي" المناهض لـ "أونروا" حيز التنفيذ في نهاية شهر كانون الثاني/يناير.
وذكر منها ما كان في شرقي القدس المحتلة، حيث تواجه الوكالة ضغوطًا متزايدة من البلدية لإخلاء المباني وإنهاء تقديم الخدمات، كما طرد الموظفين الدوليين فعليًا من الضفة الغربية المحتلة بسبب عدم وجود تأشيرات سارية المفعول.
و أكد المفوض العام أن بعض الموظفين الدوليين ظلوا في غزة، وترفض "إسرائيل" تسهيل دخولهم أو خروجهم عبر معبر كرم أبو سالم.
ووصف المفوض العام أن البيئة التي يحرم فيها الأطفال من التعليم، ويفتقر فيها الناس إلى الوصول إلى الخدمات الأساسية، تشكل أرضًا خصبة للاستغلال والتطرف، مشيراً إلى أن هذا يشكل تهديدًا للسلام والاستقرار في المنطقة وخارجها.
وتابع قائلاً: "إذا حُرم 100 ألف فتاة وصبي في غزة من التعليم، وإذا لم يكن لديهم مستقبل، وإذا كانت مدارسهم مجرد يأس ويعيشون بين الأنقاض، فإننا نزرع بذلك بذور مزيد من التطرف" بحسب تعبيره.