تدفق مئات النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة مجدداً من منازلهم وأماكن وجودهم المؤقتة داخل خيام ومراكز الإيواء، حاملين أمتعتهم إلى وجهات غير معلومة بفعل عودة أوامر الإخلاء "الإسرائيلية" التي أصدرها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مع استئنافه حرب الإبادة ضد المدنيين الفلسطينيين، وسط تصاعد التحذيرات الأممية والفلسطينية من انفجار الأوضاع الإنسانية بفعل انهيار المنظومة الصحية وعدم القدرة على إنقاذ أرواح ضحايا العدوان المتجدد.
اقرأ/ي الخبر: مئات الشهداء بعد استئناف الاحتلال حرب الإبادة على أهالي غزة
الاحتلال يجبر سكان شمالي وجنوبي قطاع غزة على النزوح
و طالب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" الفلسطينيين بإخلاء عدة مناطق قسراً في شمالي وجنوبي قطاع غزة، بهدف توسيع عدوانه مجبراً سكان بيت حانون شمالاً، وخربة خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة جنوباً بالإخلاء إلى مناطق غرب مدينة غزة، وإلى مواصي خان يونس جنوبي القطاع.
وحتى اللحظة أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع أعداد شهداء العدوان "الإسرائيلي" الذي تجدد منذ ساعات الفجر الأولى من اليوم الثلاثاء 18 آذار/ مارس، إلى نحو 422 شهياًد فيما أصيب نحو أكثر من 500 آخرين في غارات عنيفة طالت أنحاء متفرقة من قطاع غزة.
وبدوره أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة الرائد محمود بصل أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" شن 100 غارة جوية منذ ساعات اللليل راح ضحيتها مئات الشهداء بينهم أكثر من 130 طفلا، إضافة إلى عدد كبير من النساء.
وأضاف بصل أن عدد الإصابات الخطيرة في المستشفيات كبير جدا، مشيرا إلى أن فرق الدفاع المدني لا يمكنها التعامل مع جميع المناطق المستهدفة.
فيما أكد مدير وزارة الصحة في غزة لوسائل إعلام: إن 174 طفلًا و89 سيدة و32 من كبار السن استشهدوا جراء القصف "الإسرائيلي" منذ الليلة الماضية
كل دقيقة يرتقي جريح فلسطيني
ويأتي استئناف العدوان على قطاع غزة، وسط تحذيرات وزارة الصحة الفلسطينية من نقص الإمكانات الطبية بكافة أنواعها بالإشارة إلى أن عدد الشهداء مرشح للارتفاع في الساعات المقبلة بسبب غياب الإمكانيات الطبية في ظل استمرار الحصار وقطع الإمدادات الطبية والإنسانية.
من جانبه، قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش: إن الاحتلال غدر بسكان غزة وشن غارات وحشية وهم نيام، داعياً جميع الفلسطينيين إلى التبرع بالدم بشكل عاجل في أنحاء القطاع، وأكد على وجود نقص كبير في الإمكانيات الطبية بكافة أنواعها.
وأكد البرش خلال تصريحات صحفية أن معظم ضحايا العدوان هم نساء وأطفال مشيراً إلى أن العديد من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض، كما وصف الوضع الصحي بأنه كارثي مع خروج 25 من أصل 38 مستشفى من الخدمة، في حين شدد على الحاجة الماسة إلى مستشفيات ميدانية.
وبدوره، أكد مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبو سلمية أن في كل دقيقة يستشهد أحد الجرحى بسبب نقص الإمكانات، مبيناً أنه لا يوجد في مدينة غزة وشمال القطاع سوى 4 أسرّة عناية مركزة.
وقال أبو سلمية في تصريحات صحفية أخرى: إن أبسط مقومات المنظومة الصحية غائبة في هذا الظرف الحساس، ولا يمكن لأي منظومة صحية متماسكة التعامل مع هذه الأعداد من المصابين.
وتابع: "هناك صعوبة بالغة في الوصول إلى الأماكن المستهدفة لانتشال الضحايا، نسمع أصوات الضحايا تحت الأنقاض ولا نستطيع إنقاذهم".
فيما ناشدت وزارة الصحة في قطاع غزة القادرين على التبرع بالدم التوجه بشكل عاجل إلى المستشفيات العاملة في القطاع.
تحذيرات دولية
ومن جانبه حذّر الصليب الأحمر من أن العديد من المنشآت الطبية في غزة تعاني من ضغط شديد يفوق قدرتها بعدما نفّذت "إسرائيل" قصفاً هو الأعنف على القطاع منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال الناطق باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر "توماسو ديلا لونغا" في جنيف: "ما سمعناه من زملائنا في الهلال الأحمر الفلسطيني هذا الصباح هو أن العديد من المنشآت الصحية في أنحاء غزة تعاني حرفيا من ضغط شديد يفوق قدراتها".
في حين وصفت منظمة "أوكسفام" الوضع في قطاع غزة حرج ومقلق للغاية مع عدم دخول إمدادات طبية إلى القطاع منذ أكثر من 17 يوما.
وأضافت المنظمة أن 17 يوما مرت من العقاب الجماعي ولم يدخل أي شيء إلى قطاع غزة والوضع في مستشفيات غزة حرج.
في حين قال المنسق الأممي للإغاثة في حالات الطوارئ "مارتن غريفيث" إن: "موظفينا بذلوا كل ما في وسعهم لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح في غزة".
وأضاف "غريفيث" أن هناك معاناة هائلة بين الناجين، وعلى كل ذي نفوذ أن يصر على وقف الحرب "الإسرائيلية" على غزة.
منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مهند هادي، قال بدوره: "إن المواطنين في قطاع غزة تحملوا معاناة لا يمكن تخيلها".
وتعليقا على استئناف الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه على قطاع غزة، وصف هادي ما يحدث في قطاع غزة أمر لا يمكن تصوره، مشدداً على إعادة وقف إطلاق النار على الفور.
وتابع هادي: "أن إنهاء الأعمال العدائية، وتقديم المساعدات الإنسانية المستدامة، وإطلاق سراح الرهائن، واستعادة الخدمات الأساسية وسبل عيش الناس، هي السبيل الوحيد للمضي قدماً".
وبالمقابل، تصاعدت الإدانات الدولية عقب استئناف الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة على قطاع غزة وشددت العديد من الدول والجهات الدولية على ضرورة الوقف الفوري للعدوان "الإسرائيلي"، واستكمال الجهود الرامية للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في القطاع.
اقرأ/ي الخبر: الإدانات الدولية تتوالى عقب استئناف الاحتلال حرب الإبادة على غزة
الاحتلال قتل اثنين من الأسرى "الاسرائيليين" في غزة
وجاء قرار الاحتلال "الإسرائيلي" استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة عقب رفض حركة حماس مقترحاً أميركياً لإطلاق سراح أسرى "إسرائيليين" عبر تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار ورفض خوض مفاوضات المرحلة الثانية.
وكشف قيادي بارز في حركة حماس لصحفية "العربي الجديد"، عن سقوط قتيل ومصابين من الأسرى "الإسرائيليين" بعد استهداف موقع كانوا يوجودون به من جانب طيران الاحتلال في قطاع غزة، بعد استئناف "إسرائيل" العمليات العسكرية على القطاع.
وقال القيادي في الحركة: "إنّ هذا ما سبق وحذرت منه المقاومة بأنّ الأسرى لا يمكن أن يخرجوا من القطاع إلا في عملية تفاوض".
وعبّر أن "هدف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الرئيسي هو التخلص من الأسرى، طالما فشل في تحريرهم عبر العملية السياسية، للتخلص من الأثمان السياسية التي سيدفعها، والتي تظهر حجم الفشل الذي وقع فيه هو وأجهزته".
وشنّ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" فجر اليوم سلسلة هجماتٍ جويةٍ على بنى تحتية يزعم تبعيتها لحركة "حماس"، إضافةً إلى أهداف حكومية وبلدية في قطاع غزة، مستهدفاً بشكلٍ خاص القادة المدنيين للحركة، وفقاً لما أوردته صحيفة "هآرتس" العبرية. ويأتي هذا التصعيد، بحسب الصحيفة، في إطار استراتيجية جديدة تهدف إلى إضعاف قدرة حماس على إدارة شؤون القطاع.
تبرير "نتنياهو" أمام مجتمعه
ونقلت "هآرتس" عن مصدر إسرائيلي مطّلع على مداولات المجلس الوزاري للشؤون السياسة والأمنية (الكابينت)، قوله إن رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" يرى ضرورة توسيع إطار القتال ليشمل ضرب القيادة المدنية لحماس، وليس فقط جناحها العسكري. وبحسب المصدر ذاته، فإن هذه الخطوة ستساعد إسرائيل على "تدمير قدرات حماس على الحكم"، معوّلةً على أن تحلّ "العصابات المسلّحة" أو ما تُسمى بـ"العشائر" محلّ الحركة، في حال ضعف سيطرتها المدنية.
في السياق نفسه، كشفت الصحيفة أن المرحلة التالية قد تشمل غاراتٍ جويةً أكثر كثافة، وتنفيذ خطة رئيس الأركان الجديد، "إيال زامير"، التي تقوم على شنّ عملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة، أملًا في توجيه ضربةٍ شديدة لحماس، بحسب وصفها، وأشارت "هآرتس" إلى أن هذه العملية ستتطلّب تعبئة واسعة لقوات الاحتياط، في وقتٍ لا يحظى فيه هذا التوجّه بإجماعٍ إسرائيليٍّ داخلي حول جدوى العودة إلى الحرب.
من جهتها، قالت صحيفة "معاريف" العبرية: إن الهجوم فجر اليوم رافقته خدعة خطّط لها جهاز الأمن العام (الشاباك) بالتعاون مع الجيش "الإسرائيلي"، للاستفادة من تغيير نمط حياة الأهالي في غزة خلال شهر رمضان. وأوضحت الصحيفة أن الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية حدّدا مواقع من المفترض وجود أعضاء حماس فيها لتناول وجبة السحور، ثم شُنّت غارات متزامنة بعشرات الطائرات والمسيّرات المقاتلة في تمام الساعة 2:20 فجراً، حيث أُلقيت مئات القنابل على أهدافٍ يُشتبه بوجود قياداتٍ وعناصر للحركة فيها.
وأشارت "معاريف" إلى أنّ رئيس الأركان "إيال زامير" وقائد سلاح الجو "تومر بار" ورئيس الشاباك "رونين بار" كانوا يديرون العملية ويتابعون نتائجها بشكلٍ مباشر، فيما أكّدت مصادر أمنية أنّ هذه الخدعة مكّنت الاحتلال من توجيه ضربةٍ أوّلية مؤثرة في صفوف حماس، بحسب زعمها.
ولا يبدو أن ما نقلته الصحف العبرية دقيقاً مع العدد المروع من الشهداء المدنيين والنساء والأطفال الذين ارتقوا جراء الغارات "الإسرائيلية" والتي تنفي كل ما يتحدث عنه الاحتلال بأن الضربات موجهة لاستهداف مقرات عسكرية أو تابعة للفصائل الفلسطينية.
"تم استهدافهم وهم يتحضرون للسحور" "ايش عملوا هدول الأطفال"؟ "يا رب تصبرني ع فراقها"
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) March 18, 2025
مقاطع مؤلمة جداً للفلسطينيين وهم يبكون أبناءهم وأقاربهم الشــ..هــداء جراء القصف "الإسرائيلي" على #رفح و #خان_يونس جنوبي قطاع #غزة#غزة_الآن #Gaza #GazaGenocide pic.twitter.com/laIUNWM0ux