استشهد 13 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، جراء غارات "إسرائيلية" مكثفة استهدفت مناطق متفرقة في قطاع غزة بعد منتصف ليل الثلاثاء فجر الأربعاء 18 آذار/مارس، في ظل استئناف الاحتلال حرب الإبادة، والتي أوقعت منذ فجر أمس أكثر من 400 شهيد، بينهم أكثر من 170 طفلاً، وفق ما أفاد به مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".

وذكر "أوتشا" في بيان رسمي، الأربعاء، أن الهجمات "الإسرائيلية" أدت أيضاً إلى استشهاد أكثر من 80 امرأة، فيما تواجه فرق الإنقاذ صعوبة في انتشال الضحايا؛ بسبب نقص المعدات والوقود والآلات الثقيلة، ما يفاقم الوضع الإنساني المتدهور في القطاع المحاصر.

غارات ليلية واستهداف النازحين وأوامر تهجير

وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، لوكالة "فرانس برس"، إن الغارات الإسرائيلية استهدفت خياماً للنازحين في خان يونس ومنزلاً في مدينة غزة، وأسفرت عن 13 شهيداً وعشرات المصابين. كما استهدف القصف منزلاً في مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى إلى سقوط شهيد وعدد من الإصابات التي نُقلت إلى مستشفى شهداء الأقصى.

وفي الشمال، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بانتشال جثماني شهيدين وستة مصابين عقب قصف "إسرائيلي" على بيت حانون، بينما طالت الغارات المدفعية مجموعة من المواطنين في بلدة المغراقة شمالي مخيم النصيرات، إلى جانب استهداف برج سكني ومناطق في مخيم البريج وسط القطاع.

وفي خان يونس، ارتقى شهداء ومصابون معظمهم أطفال عقب استهداف "إسرائيلي" لخيمة تؤوي نازحين بمنطقة أصداء غرب خان يونس، فيما سجل استشهاد امرأة وطفلها جراء غارة على خيام النازحين غربي خان يونس.

وفي سياق متصل، أصدر جيش الاحتلال إنذارات جديدة بإخلاء مناطق في شمال قطاع غزة وجنوبه، شملت بيت حانون في الشمال، إضافة إلى خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة في الجنوب. وزعم المتحدث باسم الجيش، "أفيخاي أدرعي"، أن هذه المناطق "مناطق قتال خطيرة"، داعياً السكان إلى الإخلاء الفوري إلى ملاجئ غرب مدينة غزة ومدينة خان يونس.

تحذيرات أممية من كارثة إنسانية

وفي ظل استئناف حرب الإبادة "الإسرائيلية"، حذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من مليون شخص في غزة قد يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء، مشيرة إلى أن عمليات تسليم المساعدات الإنسانية لا تزال متوقفة.

وذكر "أوتشا" أن المخزون الغذائي في غزة ينفد بسرعة، مما أجبر المنظمات الشريكة على تقليص المساعدات، وتعليق توزيع الدقيق والمواد الغذائية الطازجة، وتقليل كميات الوجبات الساخنة المقدمة في المطابخ العامة.

كما لفت إلى أن 80 من أصل 170 مطبخاً عاماً في غزة قد تضطر إلى الإغلاق خلال أسبوعين إذا لم تُستأنف عمليات الإمداد.

وأكد المكتب الأممي أن المنظومة الصحية في غزة تواجه انهياراً كارثياً، حيث تعمل 22 مستشفى فقط بشكل جزئي، في حين توقفت 13 مستشفى و4 مستشفيات ميدانية عن العمل تماماً، بسبب القصف "الإسرائيلي" ونقص الكوادر الطبية والأدوية.

ونقل "أوتشا" عن مدير مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية، وصفه للوضع الصحي في القطاع بـ"الكارثي"، مشدداً على أن المستشفيات تعاني من نقص حاد في الموارد الطبية في ظل تدفق أعداد كبيرة من الضحايا.

يأتي هذا التصعيد "الإسرائيلي" وسط مطالبات دولية متزايدة بوقف العدوان والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، ووقف حرب الإبادة التي استأنفها الاحتلال منذ فجر الثلاثاء، ويواصل مجازره بحق المدنيين في القطاع.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد