تصاعد العدوان "الإسرائيلي" على مدن ومخيمات الضفة الغربية، حيث استشهد الشاب عدي عادل عبد الرحيم قاطوني (22 عاماً) خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم عسكر في نابلس فجر اليوم الأربعاء 19 آذار/ مارس، فيما شهدت مدن طولكرم وجنين ونابلس عمليات اقتحام واسعة تخللتها اعتقالات وإصابات ونزوح جماعي، وسط استمرار الحصار والتدمير المنهجي للبنية التحتية في المخيمات الفلسطينية.
واقتحمت قوات الاحتلال مخيم العين غرب نابلس، حيث تسللت وحدة من "المستعربين" إلى داخل المخيم وأطلقت النار على مركبة، مما أدى إلى إصابة عدي القاطوني بجروح خطيرة استشهد على إثرها لاحقا.
واحتجزت قوات الاحتلال جثمانه، وسط مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة ثلاثة فلسطينيين، أحدهم بالرصاص الحي في البطن واليد، وبعد ذلك اعتقاله وهو الشاب فاروق رشيد خالد، بينما أصيب آخر نتيجة الضرب، وثالث إثر سقوطه من ارتفاع.
كما نفذت قوات الاحتلال حملة تفتيش واعتقالات في مخيم العين، اعتقلت خلالها جراح عرفات وأحمد سليم محمود جبريل، وأجبرت عددا من السكان على النزوح من منازلهم.
بالتزامن، اقتحمت قوات الاحتلال مخيمي بلاطة وعسكر، واعتقلت صلاح الجرمي وأحمد دعدس عرايشي، إلى جانب فلسطينيين من منطقة المساكن الشعبية شرق نابلس، هما منتصر العرايشي وإبراهيم سامر محمد النقيب.

حصار وتشريد في طولكرم ونور شمس
في طولكرم، تواصل قوات الاحتلال عدوانها لليوم 52 على المدينة ومخيمها، ولليوم 39 على مخيم نور شمس، حيث كثفت عمليات الهدم والتجريف وفرض الحصار الخانق. وأبلغ الاحتلال سكان حارتي الحدايدة والمطار بضرورة إخلاء منازلهم حتى الساعة 12 ظهراً، بينما اقتحمت القوات حارة الربايعة، وأجرت عمليات تفتيش واستجواب للسكان.
وشهد المخيم خلال الأيام الماضية نزوحاً جماعياً، حيث اضطر أكثر من 12 ألف لاجئ لمغادرته قسراً. في المقابل، استمرت عمليات تدمير المنازل والبنية التحتية في مخيم نور شمس، خاصة في حارة المنشية، فيما استولى الاحتلال على مزيد من المنازل في حارة جبل النصر، محولًا المنطقة إلى ثكنة عسكرية.
ولليوم 58 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على مدينة ومخيم جنين، حيث شهد المخيم صباح اليوم إطلاق نار كثيف وانفجارات، وسط اقتحامات "إسرائيلية" جديدة برفقة جرافات عسكرية. وخلال العدوان المستمر، اعتقل الاحتلال 227 فلسطينياً من جنين، بينما تعرضت شوارع المخيم لعمليات تجريف كاملة بنسبة 100%، وامتدت إلى 80% من شوارع المدينة، ما أدى إلى نزوح 3200 عائلة.
زيادة على ذلك، أقدمت قوات الاحتلال على حرق منازل في محيط ديوان السعدي داخل المخيم، فيما يستمر إغلاق الطريق المؤدي إلى مستشفى جنين الحكومي بالسواتر الترابية. وأسفر العدوان عن استشهاد 34 فلسطينيًا وإصابة واعتقال العشرات.