أطلقت جمعية الإحسان الألمانية حملة لجمع التبرعات لتنفيذ مشروع "رغيف الأمل"، الذي يهدف إلى تشييد مخبز يخدم سكان المنطقة الجنوبية من دمشق، بما في ذلك مخيم اليرموك، مخيم فلسطين، الحجر الأسود، وحي الزين، وذلك استجابة للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي جعلت تأمين رغيف الخبز تحدياً يومياً للعائلات المنكوبة في سوريا.

وأوضحت الجمعية أن المخبز الحديث المزمع إنشاؤه سيعمل على إنتاج كميات كافية من الخبز لتلبية احتياجات الأهالي، مع تخصيص نسبة من عوائده لدعم أسر الأيتام والعائلات المتعففة.

ويهدف المشروع إلى سد النقص الحاد في عدد المخابز بالمنطقة، ودعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل للشباب، وتخفيف معاناة الأهالي الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مخبز، فضلًا عن التكاليف المرتفعة للمواصلات والوقت الطويل المهدور في الانتظار، إذ يحتاج المواطن حالياً إلى نحو ثلاث ساعات للحصول على ربطتي خبز.

وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع نحو 125 ألف دولار أمريكي، وقد تمكنت الجمعية حتى الآن من جمع نحو 14 ألف دولار، وفق ما أفاد به محمد سلامة، مدير جمعية الإحسان الألمانية، لموقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، معرباً عن أمله في أن ترتفع وتيرة التبرعات لتغطي كامل التكلفة المطلوبة.

وتشمل التكاليف شراء معدات المخبز والآلات اللازمة، وتجهيز الموقع، والحصول على التراخيص، إضافة إلى تأمين المواد الأولية الأساسية للتشغيل.

وفي تصريح لموقعنا، قال محمد سلامة: "أطلقنا الحملة منذ أسبوع، وتمكنا من جمع 14 ألف دولار حتى الآن من أصل 125 ألفاً. كنا نتوقع تفاعلاً أكبر، لكن الأمر يحتاج إلى بعض الصبر".

وأشار سلامة إلى أن المنطقة الجنوبية، بما فيها مخيم اليرموك، الحجر الأسود، وحي الزين، لا تحتوي على أي مخبز، ما يضطر السكان إلى الذهاب لمسافات طويلة للحصول على الخبز، إضافة إلى الانتظار لساعات أمام فرن الزاهرة بسبب الازدحام الشديد.

ونوّه بأن المشروع لا يقتصر على توفير الخبز فحسب، بل يشمل أيضاً توزيع الخبز مجاناً للعائلات المحتاجة، وتخصيص جزء من عوائده لدعم مشاريع اجتماعية مخصصة للعائلات الفقيرة والمتعففة.

وأكد أن الحملة مستمرة حتى تحقيق هدفها، داعياً إلى تضافر الجهود والمساهمة في إنجاح هذا المشروع ذي البعد الإنساني والاجتماعي المهم لسكان إحدى أكثر المناطق تضرراً في سوريا.