تحذيرات من توقف عمل كافة المخابز في غزة وسط مخاطر انتشار الجوع الشديد

الثلاثاء 01 ابريل 2025
ازمة الخبر في قطاع غزة
ازمة الخبر في قطاع غزة

حذرت منظمات دولية ومحلية من توقف عمل كافة المخابز في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء 1 نيسان/أبريل، في غضون أسبوعين فقط من الآن، بسبب نفاد الدقيق، مما أدى إلى إغلاق عشرات المخابز أبوابها، وسط مخاوف من عودة انتشار الجوع الشديد بين أوساط النازحين الفلسطينيين.

وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان مقتضب: "إن ما يتوفر لديه من الغذاء في غزة لدعم عملياته الإنسانية يكفي لمدة أسبوعين كحد أقصى".

وأكد برنامج الأغذية العالمي أن دعمه في الوقت الحالي لإنتاج الخبز، والمطابخ لإعداد الوجبات الساخنة، وتوزيع الطرود الغذائية مباشرةً على العائلات، يواجه انخفاضًا قياسيًا في المخزونات داخل القطاع.

وعبّر البرنامج عن امتعاضه من ذلك، واصفاً ما يجري بالقول: "كأن الموت والمرض والدمار والجوع لم تكن كافية للفلسطينيين في غزة".

وكان رئيس جمعية المخابز في غزة، عبد الناصر العجرمي، قد أكد في تصريحات صحفية قرب إغلاق جميع مخابز غزة العاملة مع برنامج الأغذية العالمي خلال الساعات القادمة، بسبب نفاد الدقيق.

وبالأمس، أغلقت عشرة مخابز أبوابها عقب توقفها عن العمل في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة، ويتوقع أن تلحق عشرة أخرى بها في مدينة غزة وشمالها مع حلول اليوم، بسبب نفاد الطحين الذي يقدمه برنامج الأغذية العالمي.

فيما كانت أغلقت ستة مخابز سابقًا بسبب نفاد غاز الطهي، ما يرفع عدد المخابز التي ستتوقف كليًا عن العمل إلى 26، بحسب بيانات مصادر محلية.

وحذر العجرمي من أن "حرب التجويع تدق طبولها مجددًا اعتبارًا من الغد، حيث ستغلق المخابز المدعومة من برنامج الغذاء العالمي جنوب القطاع اعتبارًا من اليوم، بينما ستتوقف مخابز غزة وشمال القطاع عن العمل اعتبارًا من الغد".

وتابع: "توقفت مخابز الجنوب منذ صباح اليوم، بينما مخابز غزة ستتوقف اليوم، وربما توقفت أثناء حديثنا هذا بسبب نفاد الدقيق".

وعلّل العجرمي السبب في ذلك بالإغلاق والحصار المفروض على البضائع، ما أدى إلى نفاد الدقيق، والسولار، والخميرة أيضًا.

وشدد على أن هذا الإغلاق يلقي بظلاله الوخيمة على الوضع المعيشي للغزيين الذين يعانون ويلات هذه الحرب الضروس، ناهيك عن عدم وجود غاز الطهي.

ويعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة منذ 2 آذار/مارس الجاري، عقب فرض جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حصارًا شديدًا على القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، تزامنًا مع إغلاق المعابر الحيوية، عقب رفض حركة حماس مقترحًا أميركيًا لإطلاق سراح المحتجزين "الإسرائيليين".

غزة تموت بالتجويع والإبادة الجماعية على يد الاحتلال "الإسرائيلي"

وفي سياق متصل، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في بيان صادر عنه اليوم، أن قطاع غزة يتعرض لحرب إبادة جماعية متواصلة، ترتكب خلالها أبشع الجرائم بحق المدنيين العزّل، في ظل استهداف ممنهج للسكان والبنية التحتية من قبل الاحتلال "الإسرائيلي"، وفرض حصار خانق أدى إلى انهيار شبه كامل في القطاعات الإنسانية والخدمية.

وقد تجاوز عدد الشهداء والمفقودين في قطاع غزة حاجز 61,000 ضحية، من بينهم أكثر من 50,300 شهيد وصلوا إلى المستشفيات، بينهم أكثر من 30,000 من الأطفال والنساء، إضافة إلى إبادة 7,200 أسرة فلسطينية بالكامل، في جرائم تؤكد بشكل قاطع أن هدف الاحتلال هو تدمير الوجود الفلسطيني، وليس فقط استهداف المقاومة كما يروّج، حسبما جاء في البيان.

وفي موازاة المجازر المتواصلة، أكد المكتب الإعلامي أن الاحتلال يمعن في ارتكاب جريمة التجويع الجماعي، عبر الإغلاق الكامل للمعابر، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية. فقد تم منع دخول أكثر من 18,600 شاحنة مساعدات، إضافة إلى 1,550 شاحنة وقود تشمل السولار، البنزين، وغاز الطهي.

وأضاف البيان: إن الاحتلال قصف أكثر من 60 مركزًا لتوزيع الطعام وتكية ومخبزًا، وأخرجها عن الخدمة، ما تسبب في انعدام الأمن الغذائي وتفاقم الجوع بين المدنيين، لا سيما النازحين في مناطق الوسط والجنوب، في محاولة ممنهجة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني والنيل من صموده.

وحمل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المستمرة، مؤكدًا أن ما يجري في غزة هو تطهير عرقي مكتمل الأركان وإبادة ممنهجة بحق شعب أعزل.

كما حذر من كارثة إنسانية شاملة تلوح في الأفق، في حال استمر منع إدخال المساعدات والوقود ومواد الإغاثة الأساسية. وناشد المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، وكافة المؤسسات الإنسانية والحقوقية، بـالتحرك الفوري والجدي لوقف هذه الجرائم، ومحاسبة الاحتلال على انتهاكاته، والعمل على فتح المعابر بشكل عاجل لضمان تدفق المساعدات والاحتياجات الأساسية، وإنقاذ ما تبقى من الحياة المدنية في قطاع غزة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد