لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
تقرير: زينب زيون
تركت جمانة شحادة مخيم اليرموك مع زوجها وأطفالها الأربعة، هرباً من القصف والاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، ونزحت إلى مخيم برج البراجنة في بيروت، تاركةً خلفها ذكرياتها وحياتها، عسى أن تجد الامان في لبنان.
إلا أن ما نشدته في هذا البلد لم تجده، حيث عاشت معاناةً من نوع آخر عنوانها الفقر والمرض.
تقول جمانة لموقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين: "اخترنا العيش في مخيم برج البراجنة ، لأنه يحمل نفس رائحة مخيماتنا في سورية، خصوصاً اليرموك ".
تتابع شحادة "لكن المعاناة التي تتربص باللاجئين الفلسطينيين النازحين من سورية أكبر مما توقعنا، فنحن نعاني من مشاكل عدّة، أبرزها الأوضاع الاقتصادية، فمنذ ستة أشهر، كان زوجي يعمل في ورشة دهان، قبل أن يسقط من علو، ليتحول إلى إلى المعالجة والراحة والمتابعة الطبيّة".
وبالنسبة لحالة أولادها، أشارت جمانة إلى أن "إبني محمد بحاجة إلى عملية مستعجلة، والعملية باهظة التكلفة، فأعطيه بعضاً من المسكنات، لحين استطاعنا تأمين المبلغ المطلوب. وبالنسبة لابني أحمد، فهو الآخر بحاجة إلى عملية حيث يُعاني من مشكلة في المسالك البولية".
وأضافت جمانة أنها "بحاجة إلى عملية إستئصال كلى"، مشيرة إلى أنها المعيل الوحيد للعائلة، فهي تعمل في جمعية النجدة، حيث تقوم بجمع النفايات، بالإضافة إلى تنظيف المنازل.
تقول جمانة: "بعد العملية سيصعب عليّ العمل، لذلك فابنتي، البالغة من العمر أربعة عشر عامًا، والتي لم يتسنَّ لها دخول المدرسة لمتابعة علمها، تُحاول إيجاد مكان مناسب لتعمل بدلاً عني".
وعن حياتها في مخيم برج البراجنة، تقول جمانة "لست فرحة بالعيش هنا، أُجبرنا على اللجوء ولكننا بانتظار عودة الهدوء إلى مخيمات سورية، حتى نتمكن من العودة إلى اليرموك".
وأشارت جمانة إلى عدم ووصول أي مساعدات لعائلتها من الفصائل الفلسطينية"، وبالنسبة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فتقول: إن الوكالة خصصت له مبلغاً مالياً قدره 350 ألف ل.ل عن خمسة أشخاص، بالإضافة إلى حصولها من جمعية النجدة على مبلغ 50$، ومبلغ يماثله لقاء عملها في الجمعية، فيما هي مضطرة لدفع 250 ألف إيجار منزل، و50 ألف رسم إشتراك الكهرباء، وما يُفضل من المال تخصصه لقوت عائلتها.
تطالب جمانة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بتحمّل كافة المسؤوليات التي تقع على عاتقه، كما تطالب "الأونروا" بالتراجع عن سياساتها التقشفية، والعمل على تزويد الأغذية للأولاد، بالإضافة إلى تأمين احتياجاتهم من ملابس وطبابة، وبدل الإيجار.
عائلة جمانة ليست الوحيدة، بل هناك مئات العائلات الفلسطينية المهجّجرة من سوريا إلى لبنان، وتقاسي أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل شروط صعبة تضعها السلطات اللبنانية لمنحهم الإقامة، بالإضافة إلى أن عدم منحهم تراخيص عمل.
شاهد التقرير حول عائلة اللاجئة الفلسطينية جمانة شحادة ►