صعّدت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" منذ فجر اليوم الأربعاء 9 نيسان/أبريل، من عملياتها العسكرية في مناطق متعددة من الضفة الغربية، مركّزة عدوانها على مخيمات اللاجئين، حيث شنّت هجوماً على مخيم بلاطة شرق نابلس، وواصلت عدوانها على مخيمي طولكرم ونور شمس، ونفذت حملات اعتقال وتنكيل بالفلسطينيين، وتفجيرات، وعمليات هدم وترويع ممنهجة للأهالي.

وبدأت قوات الاحتلال فجر اليوم اقتحامها العنيف لمخيم بلاطة، إذ تسلّلت إلى عدة حارات داخله، وانتشر القناصة على أسطح المنازل بعد أن أغلقت جميع المداخل، وفرضت حظر تجول كامل.

وأفادت مصادر أمنية ومحلية بأن جنود الاحتلال داهموا عدداً كبيراً من المنازل، وأجبروا بعض العائلات على إخلائها قسرياً، وأخرجوا سكاناً من المخيم بالكامل، في سابقة تنذر بمخططات تهجير.

وجرى تفتيش وتخريب واسع للمنازل، قبل أن تعتقل قوات الاحتلال ثلاثة شبان من داخل المخيم وهم: أحمد أبو حمادة، وخليل أبو ليل، ومحمود أبو سيريس.

كما اعتدت القوات على طفل يبلغ من العمر 15 عاماً بالضرب المبرح، رغم إصابته السابقة برصاص الاحتلال، في مشهد يختصر قسوة هذا العدوان الذي ما زال مستمراً حتى لحظة كتابة هذا التقرير.

اليوم الـ73 للعدوان الشامل على طولكرم ومخيميها

بالتوازي، تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانها الواسع والممنهج على مدينة طولكرم ومخيماتها، حيث دخل العدوان يومه الـ73 على المدينة، والـ60 على مخيم نور شمس، وسط عمليات مداهمة واعتقالات وتخريب طالت مختلف أحياء المدينة، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني فيها.

بدأ الاقتحام من المدخل الجنوبي للمدينة، حيث اجتاحت المدرعات والآليات العسكرية شوارعها، مروراً بشارع العليمي ودوار اليونس، ووصولاً إلى ضاحيتي شويكة وارتاح. واقتحمت القوات منازل، أبرزها منزل عائلة الهشهش في شويكة، وشرعت بعمليات تفتيش.

وشهدت شوارع طولكرم تحركات مكثفة للآليات العسكرية، وتوقفت تلك الآليات وسط الطرقات بشكل استفزازي لمنع مرور المركبات، فيما تمركزت قوات الاحتلال في محيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت ومخيم طولكرم، حيث جرى توقيف الشبان واحتجازهم واستجوابهم ميدانيًا.

وفي هذا السياق، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان من المدينة وضواحيها، هم: محمد أبو زنط، وصهيب أبو ليفة، وعمارة مرعي، كما اقتحمت عزبة الطياح جنوب شرق المدينة، وخرّبت منزل المواطن عبد الحميد السوداني.

أما في مخيم نور شمس، فقد انتشرت قوات الاحتلال في منطقة جبل النصر، واقتحمت منازل وسط إطلاق مكثف لقنابل الصوت، بينما استمر دوي الانفجارات في مختلف أحياء المخيم.

ولا تزال قوات الاحتلال تستولي على منازل في شارع نابلس والحي الشمالي، وتحولها إلى ثكنات عسكرية، وتغلق الشوارع بالسواتر الترابية، ما فاقم من معاناة السكان الذين باتوا يعانون من الحصار اليومي.

وأقام جنود الاحتلال مساء أمس حاجزاً طياراً على جسر جبارة جنوب المدينة، وأجرت تفتيشاً دقيقاً للمركبات، وراجعت هويات الركاب وهواتفهم، كما نصبت بوابة حديدية عند حاجز عناب شرق المحافظة، مما تسبب بشلل جزئي في الحركة.

وخلّف العدوان على طولكرم منذ بدايته 13 شهيداً، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، فضلاً عن إصابة واعتقال العشرات، ونزوح أكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، بالإضافة إلى عائلات من الحي الشمالي بعد الاستيلاء على منازلهم.

وأسفر العدوان عن دمار واسع في البنية التحتية، إذ دمر الاحتلال 396 منزلاً بشكل تام، و2573 منزلاً جزئيًا، ناهيك عن تدمير وحرق المحال التجارية والمركبات، ونهب محتويات البيوت، في عملية تبدو وكأنها تستهدف إفراغ المخيمات وتهجير سكانها قسرًا.

اعتقالات في الخليل

وفي جنوب الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال حملة الاعتقالات، حيث اقتحمت بلدة يطا جنوب الخليل، واعتقلت كلاً من: سمير محمد بحيص، وجبريل أحمد مخامرة، ونعمان إسماعيل شنران بعد تفتيش منازلهم.

كما اعتقلت على حاجز طيار قرب فرش الهوى الشاب أسامة عبد الله السلال من بلدة بني نعيم، وداهمت بلدة بيت أمر شمال الخليل، حيث اعتدت بالضرب الوحشي على الطالب في الثانوية العامة أحمد موسى عيسى زعاقيق (17 عاماً) قبل اعتقاله أمام أسرته.

ونصبت قوات الاحتلال عدة حواجز عسكرية على مداخل الخليل وقراها ومخيماتها، وأغلقت بعض الطرق بالبوابات الحديدية والسواتر الترابية، في محاولة لتقييد حركة الفلسطينيين وعزل مناطقهم.

تفجير منزل في رام الله واقتحامات متفرقة

وفي تطور آخر، أقدمت قوات الاحتلال على تفجير منزل الشهيد مجاهد منصور في بلدة دير إبزيع غرب رام الله، بعد اقتحام استمر عدة ساعات، تخلله تفخيخ وإجبار العائلات المجاورة على إخلاء منازلها.

وذكرت مصادر أمنية أن الاحتلال أطلق الرصاص الحي على المنزل بعد تفجيره، في مشهد تكررت فيه مشاهد الانتقام والعقاب الجماعي.

كما شهدت رام الله والبيرة اقتحامات واسعة، شملت أحياء البالوع وجبل الطويل في البيرة، وقرى عابود، عين قينيا، راس كركر، دير أبو مشعل، والنبي صالح، حيث داهم الجنود المنازل وعبثوا بمحتوياتها.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد