استفاق أهالي مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت، فجر اليوم الخميس 10 نيسان/ إبريل، على وقع جريمة جديدة هزّت أزقّة المخيم المكتظ، وراح ضحيتها الشاب الفلسطيني رامي فرج، أحد أبناء المخيم، إثر إصابته برصاص مباشر في حادثة لا تزال ملابساتها محاطة بالغموض والتضارب.
ووقعت الجريمة في ساعات متأخرة من ليل الأربعاء/ فجر الخميس، وأظهر تسجيل مصوّر التقطته إحدى كاميرات المراقبة داخل المخيم، شابين يحمل كلٌّ منهما مسدساً، بينما كان رامي يلاحق الشاب الآخر، الذي استدار فجأة وأطلق النار عليه فأرداه قتيلاً على الفور.
ورغم تداول مقطع الفيديو على نطاق واسع بين سكان المخيم، إلا أنّ الروايات حول دوافع الجريمة قد تضاربت، إذ نقلت مصادر خاصة لموقع بوابة اللاجئين الفلسطيني أنّ دوافع الجريمة لم تتضح بعد، مشيرةً إلى وجود روايتين متنافستين حول خلفية الحادثة.
ففي حين وضعتها بعض المصادر في إطار تصفية حسابات متعلقة بتجارة المخدرات، أفادت مصادر محلية أخرى بأنّ الشاب القاتل لا يعيش في المخيم، وقد حاول سرقة دراجة نارية قبل أن يتعقبه رامي فرج في محاولة للإمساك به، ما دفعه لإطلاق النار عليه من مسافة قريبة.
وأثارت الجريمة حالة من الذهول والاستياء العارم بين سكان المخيم، الذين عبّروا عن قلقهم المتزايد إزاء تدهور الأمن وانتشار السلاح العشوائي بين السكان، ووصف بعض الأهالي الوضع داخل مخيم شاتيلا بأنه صار أقرب إلى غابة سلاح، حيث لا أحد يأمن على حياته، ويمكن أن يُقتل في أية لحظة بسبب تفشي السلاح بيد القاصرين، وتزايد عدد متعاطي المخدرات، إلى جانب الحوادث المتكررة المتعلقة بالسرقة والاعتداءات المسلحة.
من جانبه، أكّد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، أنّ هذه الحادثة تأتي في سياق مسلسل طويل مما يوصف بـ "انفلات السلاح الفردي" الذي يعاني منه المخيم منذ سنوات، في ظل غياب الضبط الجدي من قبل الجهات الأمنية، وخصوصاً الأجهزة الأمنية الفلسطينية المكلّفة بإدارة الوضع الأمني داخله.
ويعيش مخيم شاتيلا تحت وطأة تفشّي ظاهرة السلاح الفردي غير المنضبط، لا سيما في أيدي المراهقين والشبّان الذين يستخدمونه في النزاعات الشخصية، فضلاً عن تنامي شبكات بيع وترويج المخدرات، والتي صارت تمثّل تحدياً وجودياً بالنسبة لسكان المخيم، وتثير دعوات متكرّرة إلى ضرورة التدخّل العاجل للحدّ من هذه الظواهر التي تهدّد الأهالي.