عقد يوم الاثنين، الحادي والعشرين من نيسان/أبريل، لقاء تشاوري موسّع في مخيم البداوي شمال لبنان، ضمّ ممثلين عن الفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية، وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، والروابط الاجتماعية، ولجنة رعاية المساجد والشؤون الدينية، إضافة إلى اللقاء التشاوري والقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة، وذلك في مقر قيادة حركة "فتح"، وذلك لبحث تداعيات إغلاق الجيش اللبناني لبعض منافذ المخيم.
وجاء اللقاء في سياق متابعة الإجراءات الأخيرة المتعلقة بإغلاق عدد من مداخل المخيم، وما خلّفته من توتر في صفوف الأهالي، لا سيما مع تزايد الشكاوى من صعوبة الحركة اليومية والتضييق على سكان الأحياء المتداخلة مع المناطق اللبنانية المجاورة.
وخلال اللقاء، أكد المجتمعون أن إغلاق بعض المنافذ لا يعد خطوة جديدة، بل هو تنفيذ لاتفاق تم التوصل إليه بين الجيش اللبناني وسفارة دولة فلسطين في بيروت منذ أكثر من عامين، قبل أن يجمد لاحقا نتيجة تطورات الأحداث في فلسطين، ويعاد تفعيله مؤخرا في ضوء ما وصف بتكرار الإشكالات بين بعض أبناء المخيم والجوار اللبناني.
وشدّد الحاضرون على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار داخل المخيم، معتبرين أن هذه الإجراءات، وإن كانت قاسية في وقعها، "لا تستهدف أهل المخيم، بل تهدف إلى تنظيم الدخول والخروج وحماية السلم الأهلي".
ودعا اللقاء أبناء المخيم، وخصوصاً فئة الشباب، إلى التعاطي مع هذه المستجدات بحكمة وروح المسؤولية الوطنية، وتجنّب أي ردود فعل انفعالية قد تُستغل لإثارة الفتنة.
كما أكد المشاركون أن المخيم هو "بيت الجميع"، وأن الحفاظ عليه واجب وطني وأخلاقي يقع على عاتق كل مكوناته.
وشدد المجتمعون على أن الفلسطينيين في لبنان يعيشون تحت سقف القانون، ويكنّون كل الاحترام والتقدير للدولة اللبنانية التي احتضنتهم منذ نكبة عام 1948، ويعتبرون أنفسهم ضيوفاً أعزاء حتى تحقيق حق العودة.
وفي هذا السياق، أشار المجتمعون إلى استمرار قنوات التواصل المفتوحة مع قيادة الجيش اللبناني والجهات المعنية، مؤكدين السعي إلى معالجة الموضوع بالحوار والتفاهم، بما يراعي الظروف المعيشية والإنسانية لسكان المخيم، ويحفظ كرامتهم ويمنع تفاقم الأوضاع.
كما شدد اللقاء على أهمية التعبير عن الآراء والمطالب بطرق سلمية وحضارية تليق بتاريخ الشعب الفلسطيني، داعين إلى نبذ أي دعوات للتصعيد أو التخريب أو التوتير الأمني.
وأعلن المشاركون دعمهم الكامل للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في مخيم البداوي، وأكدوا ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة بحق كل من يخلّ بالأمن أو يسيء لأهالي المخيم والجوار، مشددين على ضرورة رفع أي غطاء فصائلي أو عشائري عن المخلّين.
واختُتم اللقاء بتجديد الدعوة إلى تعزيز وحدة الصف والتماسك الداخلي بين جميع مكونات المخيم، والتأكيد على أن الأمن مسؤولية جماعية، وأن الاستقرار يمثل مصلحة وطنية وقومية كبرى، مجددين تمسكهم بالثوابت الوطنية وعلى رأسها حق العودة إلى فلسطين.
يُشار إلى أن الجيش اللبناني كان قد بدأ، منذ العاشر من نيسان/أبريل الجاري، بتنفيذ خطة أمنية تقضي بإغلاق عدد من المداخل غير الرسمية لمخيم البداوي بواسطة بلوكات باطونية، قبل أن يُغلق في الثاني عشر من الشهر نفسه الطريق الفرعي القادم من منطقة المنكوبين.
وتواصل تنفيذ الخطة في الخامس عشر من نيسان، مع إغلاق مداخل إضافية مثل "زاروبة أبو الشهيد" و"زاروبة أبو سويد"، ما أثار حالة من الاستياء في أوساط سكان المخيم، خاصةً أولئك الذين تتداخل مساكنهم مع الأحياء المجاورة، وسط غياب أي موقف واضح من الفصائل في حينه.