فاز فريق مدرسة الأقصى الثانوية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ببطولة كرة القدم لمدارس منطقة الجنوب في لبنان، والتي نظمتها وزارة التربية والتعليم اللبنانية، استعدادًا لخوض المراحل النهائية من البطولة على مستوى البلد.

وجرت المباراة النهائية يوم الأربعاء في مدينة صيدا، حيث أحرز فريق مدرسة الأقصى، التي يقع مقرها في مخيم الرشيدية للاجئي فلسطين في جنوب لبنان، فوزًا مثيرًا على فريق مدرسة الحسام الثانوية بنتيجة 3-2، وسط أجواء حماسية عكست روح المنافسة العالية.

وضم الفريق الفائز طلابًا من الصف العاشر حتى الصف الثاني عشر، من مخيمي الرشيدية وبرج الشمالي، مثلوا منطقة صور خلال البطولة. وقد تألقوا خلال الجولات الست التي خاضوها، مقدمين أداءً لافتًا اتسم بمهارات فنية عالية وروح جماعية قوية وتصميم استثنائي على تحقيق الفوز.

وعبّر جاد، كابتن الفريق وطالب الصف الثاني عشر من مخيم برج الشمالي، عن سعادته قائلًا: "أهدي هذا الإنجاز لجميع المخيمات ولجميع الفلسطينيين. أشعر بسعادة كبيرة عندما أشارك في أنشطة بهذا المستوى وخارج المخيم. يمنحني ذلك الأمل، ويجعلني أحلم باللعب يومًا ما في ملاعب عالمية". وأضاف: "كفلسطينيين، قد تكون فرصنا أقل، وأنا أتمنى أن تتاح لنا فرص إضافية لنُري العالم ما نستطيع فعله".

ولا تقتصر اهتمامات جاد على الرياضة، إذ يشارك أيضًا في العمل المجتمعي كعضو في اللجنة الاستشارية لمنظمة "أنقذوا الأطفال" (Save the Children)، حيث يسهم في نقاشات تتناول احتياجات وأولويات الأطفال والشباب.

من جانبه، قال حسين الجمل، مدير مدرسة الأقصى الثانوية: "أظهر طلابنا روحًا وانضباطًا وعزيمة كبيرة. نجاحهم انعكاسٌ لجهدهم الدؤوب وتفانيهم وموهبتهم"، معربًا عن فخره بالأداء المتميز للفريق.

أما علي، نجم الفريق وطالب الصف الثاني عشر من مخيم الرشيدية، فكان له دور بارز بتسجيله ثمانية أهداف خلال البطولة، متصدرًا قائمة الهدافين على مستوى منطقة جنوب لبنان. وقال علي: "لعب كرة القدم هو هوايتي المفضلة. إنه شعور رائع أننا فزنا. جعلنا جميع مخيماتنا تشعر بالفخر. نحن الآن أكثر تصميمًا من أي وقت مضى على التقدم للأمام وتمثيل مدرستنا بكل فخر". وعُرف علي أيضًا بتفوقه الأكاديمي داخل مدرسته، مما أضاف مزيدًا من الإشراق على إنجازه الرياضي.

وفي تعليقها على هذا الفوز، أعربت دوروثي كلاوس، مديرة شؤون "أونروا" في لبنان، عن اعتزازها بالطلاب قائلة: "من الرائع حقًا أن نرى شباب الأونروا يتنافسون مع نظرائهم اللبنانيين في هذه البطولة الكروية – ويحققون نتائج استثنائية. نحن جميعًا فخورون جدًا بإنجازهم الرائع في الفوز بالمركز الأول. سنتابع مبارياتهم القادمة بحماس كبير ونتمنى لهم كل النجاح في المستقبل."

ويستعد فريق مدرسة الأقصى بعد هذا التتويج لتمثيل منطقة صور في المراحل النهائية لبطولة المدارس على مستوى لبنان، حيث سيتنافس مع الفرق الفائزة من بقية المناطق.

ويعد هذا الإنجاز أكثر من مجرد فوز رياضي؛ إذ يعكس أهمية البرامج التعليمية والأنشطة اللاصفية التي تقدمها "أونروا" في تعزيز قدرات الشباب الفلسطيني. وباعتبار أن نحو 40% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هم دون سن الخامسة والعشرين، تشكل مثل هذه المبادرات نافذة أمل ضرورية لتوفير فرص النمو، والقيادة، والتمكين للأجيال القادمة.

وأكدت "أونروا" دعمها الكامل للفريق، متمنية لهم المزيد من النجاح والتألق في طريقهم نحو اللقب الوطني.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد