وجّه اللاجئون الفلسطينيون في مدينة النبطية جنوب لبنان، نداءً حادّ اللهجة إلى إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان، احتجاجاً على ما وصفوه بـ"القرار الخطير" المتعلق بنيّة إغلاق العيادة الصحية الوحيدة التابعة للوكالة في المدينة، والتي تُعدّ شريان الحياة الرئيسي لمئات المرضى من كبار السن والأطفال وذوي الأمراض المزمنة.
ووجّه اللاجئون رسالتهم إلى المديرة العامة للوكالة في لبنان، "دوروثي كلاوس"، ورئيس قسم الصحة الدكتور عبد الحكيم شناعة، مطالبين بالتراجع الفوري عن عزم الوكالة إغلاق العيادة، مؤكدين أن هذا القرار، إن نُفّذ، "لن يُفسَّر إلا كإعلان تخلي صريح عن المسؤوليات وتراجع خطير عن الدور الإنساني للوكالة".
وجاء في الرسالة: "نحن اللاجئين الفلسطينيين في مدينة النبطية، الذين نعيش ونعاني يومياً من ضيق الحال وتردي الأوضاع الاقتصادية والصحية، نكتب إليكم اليوم بقلوب يثقلها الألم، وضمائر تنزف من الإهمال المتكرر الذي تتعرض له حقوقنا الأساسية، وعلى رأسها حقنا في الرعاية الصحية".
وتساءل اللاجئون بمرارة: "هل زار أحد منكم العيادة؟ هل نظر أحد منكم في أعين المرضى الذين ينتظرون ساعات للحصول على دواء القلب أو الضغط أو السكري؟ هل خطر في بالكم كيف ستتمكن أرملة لاجئة من تأمين دواء ضغطها؟ أو كيف سيُعالج طفل صغير من التهاب حادّ دون هذه العيادة؟".
وأكد الأهالي في رسالتهم أن العيادة الصحية التابعة لـ"أونروا" في النبطية هي "خط الدفاع الأول والأخير أمام معاناة الناس"، وأن إغلاقها سيكون بمثابة "تعدٍّ على الكرامة وحق الحياة"، كما طالبوا بالكشف عن الجهة التي اتخذت هذا القرار، وما إذا كان قد جرت أي استشارة شعبية، قائلين: "لماذا تقلّصون خدماتكم بدل تطويرها؟ ومن الذي اتخذ القرار؟ وما البديل الفعلي الذي ستقدّمونه لعائلات باتت على حافة الانهيار؟".
وفي ختام الرسالة، دعا اللاجئون جميع المؤسسات الحقوقية والإعلامية، وكل من يحمل ضميراً حياً، إلى الوقوف إلى جانبهم في معركتهم لمنع إغلاق العيادة، مؤكدين: "لن تُقفل العيادة، لأن حياتنا ليست بنداً قابلاً للحذف".
ويأتي هذا الاحتجاج في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، حيث تجاوزت نسب الفقر عتبة 90% بحسب أرقام الوكالة ذاتها، فيما يعتمد الغالبية العظمى من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على التقديمات الصحية للوكالة، في ظل الانهيار الاقتصادي وارتفاع تكاليف الاستشفاء، وسط غياب أي بدائل.