الاحتلال يواصل هدم المنازل في مخيمي طولكرم

"أونروا" تطالب بوقف الهدم في مخيمي طولكرم ونور شمس وعودة النازحين فورًا

الثلاثاء 06 مايو 2025

طالبت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" سلطات الاحتلال بوقف عمليات الهدم في مخيمات اللاجئين شمالي الضفة الغربية، وعودة النازحين إلى منازلهم في أقرب وقت، وذلك بالتزامن مع شروع جيش الاحتلال اليوم في تنفيذ عمليات هدم واسعة لـ106 مبانٍ في مخيمي طولكرم ونور شمس، وسط إجلاء قسري لعشرات الأسر تمهيدًا لهدم منازلهم.

وقال المفوض العام لوكالة "أونروا"، فيليپ لازاريني، في منشور عبر منصة (X) اليوم الثلاثاء 6 أيار/مايو: "تأتي أوامر الهدم استمرارًا لعمليات الهدم الجماعي التي تنفذها القوات الإسرائيلية في مخيمات شمال الضفة الغربية، وهي تخدم أهدافًا عقابية وقسرية تستهدف تجمعات سكانية بأكملها".

وأشار لازاريني إلى أنه منذ عام 2023، هجّرت قوات الاحتلال معظم سكان مخيمي طولكرم ونور شمس بشكل قسري، سواء عبر الإخلاء المباشر، أو من خلال هدم المنازل والبنية التحتية، ما جعل الظروف المعيشية لا تطاق لدرجة أن السكان لم يعودوا قادرين على البقاء.

ولفت إلى أن الأوضاع تصاعدت بشكل كبير منذ بداية عدوان "الجدار الحديدي"، الذي بدأ في طولكرم في 27 كانون الثاني/يناير 2025، بعد أسبوع من انطلاقه في مدينة ومخيم جنين.

ووصف المفوض العام هذه الممارسات بأنها "تشكل عقابًا جماعيًا محظورًا بشكل قاطع بموجب اتفاقية جنيف الرابعة"، موضحًا أن استهداف منازل المدنيين في غياب "الضرورة العسكرية المباشرة" يؤدي إلى ما هو أكثر من مجرد تدمير مادي.

عمليات الهدم تهدف لتغيير طابع المخيمات وتدمير النسيج الاجتماعي

واعتبر لازاريني أن هذه الانتهاكات تلحق صدمة دائمة وأذى نفسيًا، وتفاقم الضائقة الاقتصادية، مؤكدًا أن العائلات لا تفقد المأوى فقط، بل تفقد أيضًا شعورها بالكرامة والأمان.

وأشار إلى أن "عمليات الهدم تهدف إلى تغيير طابع المخيمات وتحطيم نسيجها الاجتماعي بشكل دائم"، مضيفًا أن "محو المباني أو حتى المخيمات بأكملها لن يلغي وضع لاجئي فلسطين، بل سيطيل أمد الاحتلال ويعرقل الطريق نحو حل عادل".

وشدد في ختام بيانه على ضرورة وقف هذه العمليات، والسماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم دون عوائق أو تأخير.

تواصل العدوان على طولكرم ومخيماتها وسط هدم مئات المنازل

ويدخل العدوان "الإسرائيلي" يومه الـ100 على مدينة طولكرم ومخيمها، بينما يستمر لليوم الـ87 على مخيم نور شمس، وسط تصاعد عمليات الهدم والتهجير القسري للفلسطينيين.

وذكرت اللجنة الإعلامية لمخيم طولكرم، في بيان، أن جيش الاحتلال هدم نحو 2900 منزل ودمرها بشكل كلي أو جزئي في مخيمي نور شمس وطولكرم.

وأكدت اللجنة أن المخيمين يتعرضان لحصار خانق واقتحامات متكررة واعتداءات على المنازل والبنية التحتية، مشيرة إلى استمرار تحويل عشرات منازل الفلسطينيين إلى ثكنات عسكرية بعد الاستيلاء عليها، وتدمير الممتلكات، وإغلاق مداخل المخيمات بالسواتر الترابية.

وفي سياق متصل، بدأ جيش الاحتلال بهدم 15 بناية سكنية في حارة المنشية بمخيم نور شمس، ضمن خطة تستهدف تغيير التركيبة الديمغرافية للمخيمين وتفريغهما من سكانهما، بحسب اللجنة.

وكان الاحتلال قد أخطر بهدم 106 منازل ومبانٍ سكنية، بينها 58 في مخيم طولكرم، و48 في مخيم نور شمس، مما يهدد بتشريد آلاف العائلات الفلسطينية.

وأفادت اللجنة الإعلامية أن الاحتلال يخطط لهدم 19 بناية تضم أكثر من 50 وحدة سكنية في حارتي الجامع والمسلخ في مخيم نور شمس، وأمهل السكان ساعتين لإخلاء ممتلكاتهم.

وأضافت أن ستة مبانٍ أخرى، تضم 20 عائلة، يجري هدمها اليوم، ما ينذر بتشريد واسع في ظل أوضاع إنسانية متدهورة.

نزوح مخيم نور شمس.jpg

وكانت قوات الاحتلال قد منعت بالأمس أهالي مخيم نور شمس من الوصول إلى منازلهم لإخلاء محتوياتها، واحتجزتهم لساعات، وأطلقت النار والغازات باتجاههم.

نزوح أهالي مخيم نور شمس.jpg

وفي واقعة لافتة، فوجئ الأهالي بقيام الاحتلال بهدم وفجر عشرات المنازل في حارة المنشية، رغم أنها لم تكن ضمن المنازل التي تلقت إخطارات بالهدم، بحسب ما أفادت به اللجنة.

ولم تتوقف الانتهاكات داخل مدينة طولكرم، حيث كثّف الاحتلال من تواجده العسكري، وواصل الاستيلاء على المنازل والمحال في شارع نابلس والحي الشمالي، محولًا إياها إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار السكان على إخلائها.

كما اعتقلت قوات الاحتلال 4 شبان من المدينة وهم: عهد فتح الله الهمشري من الحي الشرقي، ووسام عصام عودة من الحي الجنوبي، وبسام سامح من عزبة شوفة، ويوسف عوفي من بوابة جبارة جنوب المدينة.

وفجر اليوم، اعتقل الاحتلال مجددًا كلاً من وسام عصام عودة، وعهد فتح الله الهمشري، بعد اقتحام منزليهما.

وأسفر العدوان على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في شهرها الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، وتدمير البنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات.

فيما تهجّرت أكثر من 4200 عائلة من المخيمين، ودمّر جيش الاحتلال أكثر من 400 منزل بشكل كامل، و2573 بشكل جزئي، وأُغلقت المداخل والأزقة بالسواتر الترابية، حسبما أكد بيان اللجنة الإعلامية لمخيم طولكرم.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد