هولندا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

تقرير: خالد عثمان

لم تتوقع "داليا عبيد" الفلسطينية المولودة في حلب أن شيئاً ما سوف يضطرها إلى مغادرة تلك المدينة التي تحبها، وأن الرحال ستحط بها أخيراً في بلد بعيد جغرافياً بقدر ما هو بعيدٍ ثقافياً عن بلد اللجوء الأول " سوريا " وعن الوطن المغروس في وجدانها " فلسطين ".

مع نهاية العام 2015 قطعت داليا سنتها الدراسية الرابعة في كلية الهندسة المدنية في جامعة حلب لتلتحق بعائلتها في هولندا ولتجد نفسها لاجئة مرة أخرى, ومطلوب منها إعادة تشكيل وعيها وهويتها الاجتماعية والتعليمية والثقافية من جديد.

موقع بوابة اللاجئين أجرى حواراً مع داليا حيث أوضحت أنه بعد نحو عام, أي مع نهاية العام 2016 تمكنت من تعلم اللغة الهولندية، ولفتها أن كثيرا من الأطفال العرب من "مصر والسودان والمغرب" المولودين في هولندا والمقيمين في مدينتها شمال العاصمة أمستردام لا يتحدثون العربية، فقررت أن تتطوع لتعليمهم لغتهم الأم والمواد الدراسية التي يواجهون صعوبات في تعلمها، خدمة لهويتهم العربية مستخدمة الهولندية كلغة وسيطة.

تطمح داليا من خلال هذا النشاط بأن ترى هؤلاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين أربع وسبع سنوات وقد باتوا يتحدثون العربية لا لكونها لغتهم الأم فقط، بل لأن اللغة تحمل أبعاداً  حضارية وثقافية تحرص داليا على أن تبقى في وعي أطفالنا العرب في بلاد الاغتراب.

" على كل فلسطيني أن يعتز بانتمائه لوطنه فلسطين قبل أي شيئ " تقول داليا.

وتضيف أنها تحاول إنجاز التعلم بأعلى وأرقى مستوياته, لتعلي من شأن هذا الانتماء الذي تعتز به وتصر على إعلانه في كل مناسبة ممكنة .

تعبر داليا عن تفاجئها بعد وصولها إلى هولندا بأشهر قليلة وقبل أن تشرع حتى بتعلم الهولندية – بتلقيها اتصالاً من قبل إحدى المؤسسات التي تدعم اللاجئين من أجل استئناف دراستهم الجامعية وأن المؤسسة وافقت على دعمها لإستئناف دراسة الهندسة المدنية في إحدى الجامعات الهولندية, فكانت تلك دفقة أمل أعادت نبض طموحها التعليمي من جديد.

تستعد الفتاة الفلسطينية الطموحة "داليا عبيد" الآن إلى استئناف دراسة الهندسة في العام الدراسي المقبل، بعد أن أنجزت خلال عام كل ما يمكن تحصيله على مستوى تعلم اللغة والعثور على الجامعة المناسبة، التي قبلت طلبها للدراسة استناداً إلى التحصيل الذي كانت قد حققته في جامعة حلب سابقاً.

 

زيارة بلدها فلسطين هي أقصى ما باتت " داليا " تتمناه وتسعى لتحقيقه بعد أن نالت معظم ما طمحت إليه من فرص التعلم  التي تعتبرها أيضا وسيلة لخدمة قضيتها الكبرى، فلسطين. 

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد