يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكاب المجازر بحق العائلات الفلسطينية، في أعقاب يوم دامٍ أسفر عن أكثر من 100 شهيد خلال أقل من 24 ساعة، نتيجة استهدافات طالت المنازل، والخيام، ومدارس إيواء النازحين، فيما امتدت الغارات مؤخرا لتشمل المقاهي كأهداف جديدة لآلة الحرب.
وخلال اليوم الـ52 من استئناف حرب الإبادة، أوقع القصف "الإسرائيلي" 18 شهيدًا على الأقل منذ فجر اليوم الخميس 8 أيار/مايو، وسط استمرار التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية بالقطاع.
من جانب آخر، أكد الدفاع المدني في غزة أن 75% من مركباته توقفت عن العمل بسبب شح الوقود، بعد إحكام الاحتلال "الإسرائيلي" حصاره على القطاع منذ الثاني من آذار/مارس الماضي، مشيرًا في بيان إلى "عجز كبير في توفير المولدات الكهربائية وأجهزة الأكسجين في غزة".
أكثر من 100 شهيد في مجازر متفرقة خلال يوم واحد
وشهدت مدينة غزة، يوم أمس، مجزرة دامية في حي الرمال أسفرت عن استشهاد 23 شخصًا وإصابة نحو 100 آخرين، بينهم نساء وأطفال، جراء غارتين استهدفتا مطعمًا وسوقًا شعبيًا.
وفي الليلة نفسها، قصفت طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة النفق شمالي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد شخصين وإصابة آخرين نقلوا إلى مجمع الشفاء الطبي.
كما انتُشلت جثامين 4 شهداء من تحت أنقاض منزل تعرّض لقصف في بيت لاهيا شمال القطاع.
وفي مخيم البريج وسط غزة، ارتكب الاحتلال مجزرة مروعة جراء استهداف مدرسة أبو هميسة التي تأوي نازحين، ما أسفر عن استشهاد 33 فلسطينيًا وإصابة العشرات.
وفي مخيم النصيرات، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون في قصف استهدف منزلاً، فيما سقط شهيد ومصابان في قصف آخر على مدينة دير البلح القريبة.
وزارة الصحة: 106 شهداء و367 إصابة خلال 24 ساعة
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، في تقريرها الإحصائي اليومي، أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 106 شهداء، بينهم شهيد انتشل من تحت الأنقاض، بالإضافة إلى 367 جريحًا بجروح متفاوتة.
وأكدت الوزارة أن عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم؛ بسبب كثافة القصف وخطورة الأوضاع.
وبحسب الوزارة، بلغت حصيلة العدوان منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتى اليوم 52,760 شهيدًا و119,264 إصابة، فيما بلغ عدد الشهداء منذ 18 آذار/مارس 2025 نحو 2,651 شهيدًا و7,223 إصابة.
تغطية صحفية l وزارة الصحة في غزة: بلغ عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 نحو 52760 شهيدًا، وعدد الجرحى 119264 جريحًا، منهم 2651 شهيدًا و7223 جريحًا سقطوا منذ 18 آذار/مارس 2025 حتى اليوم pic.twitter.com/BXRG7xYb9w
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) May 8, 2025
وتواصلت الغارات الجوية "الإسرائيلية" صباح اليوم على مناطق جنوب القطاع، حيث استهدف الاحتلال منطقة البطن السمين في خان يونس ضمن سلسلة هجمات طالت المدينة.
وأكد الدفاع المدني إصابة صيادَين اثنين برصاص زوارق الاحتلال الحربية أثناء عملهما في بحر خان يونس.
كما أصيب 4 مدنيين جراء سقوط قذائف مدفعية على خيام نازحين في منطقة المواصي غرب المدينة، بينما أُصيب طفل في قدمه برصاص قوات الاحتلال قرب مخيم الصمود بمواصي خان يونس.
وأفرج جيش الاحتلال "الإسرائيلي" اليوم عن 11 أسيرًا من قطاع غزة، وصلوا عبر موقع كيسوفيم العسكري إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع لتلقي الرعاية الطبية. وجميعهم من سكان شمال غزة، وتحديدًا من مناطق بيت لاهيا، الصفطاوي، جباليا، وتل الهوى.
منظمة "المطبخ العالمي" توقف عملياتها في غزة
وفي سياق متصل، أعلنت منظمة "المطبخ العالمي المركزي" عن تعليق جميع عملياتها الإنسانية في قطاع غزة، بسبب نفاد المواد الغذائية ووقود الطهي جراء الحصار "الإسرائيلي" المتواصل منذ مطلع آذار/مارس الماضي.
وقالت المنظمة في بيان: إنها لم تعد تملك الإمدادات اللازمة لطهي الوجبات أو إعداد الخبز في غزة، بعد أن قدمت خلال الـ18 شهرًا الماضية أكثر من 130 مليون وجبة و26 مليون رغيف خبز.
وأكدت أن شاحناتها المحملة بالإمدادات الغذائية ووقود الطهي عالقة على الحدود في مصر والأردن و"إسرائيل"، بفعل منع الاحتلال دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر الذي يقطنه أكثر من مليوني فلسطيني.
وقال مؤسس المنظمة، الشيف خوسيه أندريس:"شاحناتنا جاهزة للدخول، لكنها لا تستطيع التحرك دون تصريح. يجب السماح بتدفق المساعدات الإنسانية".
وأضافت المنظمة أن مطابخها الميدانية لم تعد تحتوي على مكونات كافية لمواصلة العمل، مشيرة إلى أنها كانت تقدم يوميًا وجبات غذائية لمئات الآلاف من السكان، لكنها تواصل حاليًا فقط توزيع مياه الشرب.